ما الفائدة من الإبتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي؟

لقد قررت منذ فترة أن أُمضي أسبوعا كاملاً من دون دخول حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي ؛ في بادئ الأمر كان هناك نوع من الغرابة و عدم الإرتياح ،

لكن مع مرور الوقت قررت أن أطول تلك المدة ، قررت أن لا يكون ذلك العالم جزءًا من عالمي ، لأن نظرتي له أصبحت تختلف ، فكما تعلمون أن نظرتنا للأمور من الجهة البعيدة تختلف عن الجهة القريبة.

أصبح تتبع حياة المشاهير على الانستغرام لا يُثيرني ، أصبحت أجد الراحة شيئا فشيئا في صفحتي ، أين أتابع فقط الحسابات المفيدة والهادفة ، بدلا من حسابي الذي لا يخلو من صور المشاهير ، فضائحهم و مشاكلهم.

من خلال تلك الرؤية البعيدة للسوشيال ميديا ، كوّنت وجهة نظر عما يمكننا الإستفادة منه اذا ابتعدنا عن مواقع التواصل الاجتماعي لفترة.

سأشارك معكم وجهة نظري و التي أظن أنها تتواقف مع وجهة نظركم.

ما الفائدة من الإبتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي؟

١.تحديد وجهة نظرك (أو رؤيتك) : السوشيال ميديا هي منصة أين لكل شخص الحق في إبداء رأيه و مشاركة وجهة نظره حول العديد من الأمور ،سماع كل وجهات النظر تلك يصعّب علينا إيجاد نظرة عما نريد نحن قوله أو التعبير عنه لأنه أحيانا نحن نُعيد فقط ما يقوله أولئك الأشخاص الدين نتابعهم، نتبنى آرائهم ووجهات نظرهم لا إيراديا.

٢.التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين : في السوشيال ميديا معظم الأشخاص يبدون سعداء ، ناجحين ، مرتاحين ماديا و معنويا...إن كانوا فعلا كذلك أم لا ،هذه مشكلتهم! لكن مشكلتنا أننا نحن نشعر بالذنب لأننا لسنا مثلهم أو لأن حياتنا لا تشبه حياتهم.

٣.الرجوع إلى الحياة البسيطة : كما نعلم كلنا أن عالم السوشيال ميديا مبني على المظاهر ، كل شيئ يبدو جميل و مثالي! الإبتعاد عن هذا العالم أين حتى الكلاب أصبح لديها حسابات يمكّننا من استرجاع بعض العادات البسيطة ، يذكرنا بأوقات أين كنا نعيش من دون هذاالعالم ، كيف كنا نمضي أوقاتنا بأشياء بسيطة من دون أن نشعر بضغط المثالية و الإنتاجية !

٤.التركيز على الذات : كلنا نعلم أن تتبع حياة المشاهير هو مضيعة للوقت ؛ مضيعة للوقت تستمر لوقت طويل من دون أن نحس لأنه كل يوم خبر جديد و فضيحة جديدة ، الإبتعاد عن كل هذا يمكّننا من الاستغلال الأمثل للوقت للتركيز أكثر على ذواتنا و أهدافنا.

٥.التحرر من السلبية : في عالم أين فلان يقذف فلان و فلان يسب فلان ، ..في عالم أين التعليقات السلبية أصبحت بالآلاف ..تجد نفسك لا إراديا بعد ساعة واحدة على الفايسبوك أو الإنستغرام قد استنزفت كل طاقتك و أن تقرأ كل ما يحدث ، تشعر باليأس حتى و إن لك يكن لك دخل في أيّ مما يحدث..

هناك طبعا الكثير من الفوائد الأخرى و التي يمكن أن يستخلصها كل شخص فقط إن جرّب الابتعاد لمدة اسبوع.

أعلم أنه من الصّعب علينا الابتعاد تماما عن ذلك العالم لأنه أصبح جزءا من اسلوب حياتنا،لكن يمكننا اخذ استراحة من حين الى اخر،يمكننا اختيار نوع المحتوى الذي نريده رؤيته،يمكننا امتابعة المشاهير الذين نحبهم من دون الانغماس في عالمهم و التأثر بهم،يمكننا ايضا مراقبة ساعتنا من حين الى آخر ...

قوة مواقع التواصل الإجتماعي تتزايد يوما بعد يوم ، لنكن أكثر حذرا و وعيا..لن نتركها تتحكم فينا بل نحن من سنتحكم بها!

هل جربتم الإبتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي من قبل ؟ ماذا استفدتم ؟