رسالة أب لإبنته..و لبنات العالم!

هذه المرة لست أنا من سيتحدث ،الرسالة هي من ستتحدث،رسالة أب موجهة لإبنته لكن النصائح القيمة التي تحتويها تخاطب جميع بنات هذا العالم..

إنها لمحة من رسالة براكاش بادوكون (لاعب تنس الريشة السابق ) لإبنته ،ديبيكا بادوكون،و التي قرأَتها عند فوزها بجائزة الفيلم فير لأحسن ممثلة،و التي أصبحت فيما بعد درسا في كتاب مدرسي ...أتمنى أن تستمتعوا بقرائتها مثلما استمتعت أنا بقرائتها أكثر من مرة دون كلل أو ملل،لأن هذه الرسالة هي الملهم اليوم!

الشغف لا يعوض

عزيزتي ديبيكا،

بما أنكِ تقفين على عتبة رحلة الحياة،أود أن أشارك معكِ بعض الدروس التي تعلمتها.قبل عقود عدة،كطفل صغير عاش في بانغلور،بدأتُ محاولاتي مع تنس الريشة.في ذلك الوقت،لم تكن هناك ملاعب أو ساحات أين يمكن للرياضيين أن يتدربوا. ساحة تنس الريشة خاصتنا كانت قاعة الزفاف في بنك اتحاد كانارا،و هناك تعلمت كل شيئ عن اللعبة.كل يوم،كنا نرى إن كان هناك مهمة في تلك القاعة،و إن لم يكن هناك،كنا نذهب إليها بعد المدرسة لنسعد قلوبنا.عندما أعود إلى الوراء،أستوعب أن أهم شيئ في طفولتي و مراهقتي ،هو رفضي للتذمر على العديد من الأشياء في الحياة.كنت ممتنا لبضع الساعات الأسبوعية التي كانت لدينا الفرصة فيها لضرب المكوك ذهابا و إيابا.و هذا ما أريد أن أعلمك إياه يا ابنتي،أنه ليس هناك بدائل للمثابرة،العمل الجاد،العزم،و الشغف.إذا كنتِ تحبين ما تفعليه،لا شيئ آخر يهم-لا الجوائز،لا التعويضات،و لا حتى رؤية نفسك في الجرائد أو التلفاز.

التأقلم مع تقلبات الحياة

ديبيكا، لقد تعلمت أنه ليس من الممكن أن نفوز دائما في الحياة.أن الأحداث لا تكون دائما كما نرغب،لتكسبي شيئ ،يجب أن تخسري شيئا آخر. عليك أن تتعلمي كيف تأخذي تقلبات الحياة في طريقك.حجم المجهود الذي وضعته في لعبتي لم يتغير أبدا منذ يومي الأول إلى غاية تقاعدي.حتى في أوقاتي الصعبة،ركزت فيما لدي بدلا من التحسر على ما لم أفعله.

‎تتذكري كيف أخبرتك باستمرار عن أهمية شق طريقك في العالم دون انتظار أن يقوم والداك بسحب الخيوط وتحقيق الأشياء لك؟ أعتقد أنه من الأفضل للأطفال العمل بجد لتحقيق أحلامهم ‎وعدم تسليم الأشياء إليهم على طبق.

الجانب الإيجابي للإنتقادات

إن كنت تستطيعي عيش حياتك دون إيذاء أي شخص ، أو التحدث بشكل سيء عنه ، فيمكنك أن تكوني قدوة للآخرين. قد لا تنجحي ، بل قد تخاطري بالرجوع إلى الوراء ، ومع ذلك استمري في رفض أن تكوني جزءًا من دائرة السلبية. حاولي أن تولدي الإيجابية من حولك على الرغم من أنك لاعب صغير جدًا لإحداث تغيير كبير. غالبًا ما تجدي أشخاصًا يكذبون ويؤلفون الإشاعات عنكِ ، لكن تذكري ألا تنتقمي أبدًا أو تتحدثي بلغتهم. إن كان ما يقولونه غير صحيح ، فتجاهليه. وإذا كان صحيحًا ، فاستخدمي نقدهم لتحسين نفسك وتغييرها.

النجاح المعنوي أهم من المادي

أنت في مجال حيث سيكون هناك دائمًا أموال طائلة ، لكنني آمل ألا يكون هذا هو دافعك الوحيد للعمل. أعتقد أنه من المهم أن تحاولي أن تكوني الأفضل في كل ما تفعلينه ، بغض النظر عن المال. ركزي دائمًا على ما تريدي أن تصبحي عليه كفرد وحاولي تمكين نفسك للوصول إلى أهدافك دون أن تشتتي انتباهك.

الأشياء المهمة حقًا في الحياة هي العلاقات ،الصدق، واحترام والديك وكبار السن. النجاح المادي مهم،لكن ليس بقدر أهمية السعادة وراحة البال.

صحتك هي أهم ثروتك. اعتني بها ، و ارعيها. لا أستطيع أن أخبرك بما فيه الكفاية عن القوة الصلاة و الإيمان.

كل شيئ فانٍ

في النهاية ، عندما تكون مهنتك في جيبك ، ما يبقى لديك هو عائلتك ، الأصدقاء الذين كونتهم والذين سيقفون إلى جانبك. عيشي حياة صحية ، حياة تسمح لكِ بالعيش بضميركِ الخاص. كل شيء آخر عابر. وتذكري ، بغض النظر عن أي شيء ، سنكون دائمًا هنا من أجلك.

بحب ،أباكِ.

ألم تلهمكم هذه الرسالة لتكتبوا أنتم أيضا رسالة لأبنائكم لإخبارهم عن الدروس التي علمتكم إياها الحياة...أخبروني في التعليقات!