ملاحظة :الهوية التي أدافع عنها يجب أن تكون في إطار محدود و معقول.
في يوم من الأيام، كان هناك شاب شغوف باللغة العربية لدرجة أنه كان يقرأ أكثر من 5 كتب في الأدب العربي أسبوعيا. كان حلمه أن يصبح أديبا مشهورا و عندما كبر ، أخبر والده عن حلمه لكن والده رفض بشدة ، و أخبره بأنه يجب عليه أن يحذو حذو أبيه و جده و يصبح مهندسا ،قبل الشاب بالرغم من وجود صوت عميق بداخله يخبره بأن هذا ليس صائبا ، لكنه لم يعره اهتمام.ظل ذلك الصوت يلاحقه خلال مشواره الدراسي و يزداد بشدة في حصة الرياضيات ،لدرجة أنه لم يعد يستطع تجاهله ،فقرر هذه المرة الإجابة على أسألة ذلك الصوت.
الصوت: هل أنت سعيد ؟
الشاب: لا!
الصوت: هل أنت راض عما تقوم به ؟
الشاب: لا!
الصوت: من أنت ؟ ما الذي تريد أن تفعله في الحياة؟
الشاب: أنا أفعل ما يريده أبي .
الصوت: لكنك لن تنجح !انظر إلى تللك المسألة الرياضية كم هي صعبة،لن تستطيع حلها حتى و إن استغرقت عمرك كله.
الشاب: أنا أكره الرياضيات. لا أحبها،لا أحب هذا التخصص.
الصوت: هاه! لقد بدأت في قول "لا".هذا جيد! الآن أخبرني، هل تتذكر ماذا أجبت معلمتك في الصف الرابع عندما سألتك ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.
الشاب: أبي.. (صمت).أديب،أريد أن أصبح أديب مشهور.
الصوت: إذا اذهب لمواجهة أباك و أخبره أنك تكره الرياضيات و لا تريد أن تصبح مهندسا..بل أديبا مشهورا!
بعد مرور عدة أعوام لأول مرة أخذ الشاب ذلك الصوت على محمل الجد و قرر الذهاب بكل شجاعته إلى عند أبيه ليخبره لكن الصدمة!أبوه توفى.. فكتب الشاب : " لا أعرف اذا أحزن أم أفرح ،أبي مات لكن حلمي ولد..."
أيها الآباء، يولد أبنائكم و في قلب كل واحد منهم شغف.أنتم ترونهم يكبرون ، لكنكم لن تستطيعوا رؤية ذلك الشغف الذي يكبر بداخلهم ، هذا لأنكم لم تمنحوهم الفرصة للتحدث عما يريدوا أن يكونوا عليه.
أيها الآباء، لا تدعوا أبنائكم يعيشوا في صراع مع ذلك الصوت،لأن ذلك الصراع لن يسمعكم أصواتهم الحقيقية أبدا.
أيها الآباء، دوركم هو إرشاد أولادكم ،توجيههم و إعطائهم النصائح.دعوهم يختاروا مسارهم،دعوهم يكونوا على طبيعتهم و إلا لن يكونوا.
أيها الآباء، لا تختاروا تخصص أولادكم،لا تختاروا أسلوب حياتهم.لا ترغموهم على رياضة لا يحبونها،لا ترغمونهم على أكل شيئ لا يحبونه.دعوهم يختاروا أشيائهم بنفسهم!
أيها الآباء، تقبلوا أولادكم بشخصياتهم الحقيقية،اتركوا الهادئ منهم في هدوئه و دعوا الثرثار منهم يفرغ ما في قلبه.
أيها الآباء،اكتشفوا أنتم من يكونوا أولادكم و لا تدعوا المجتمع يكتشفهم أو بالأحرى،يشوههم.
أيها الآباء ، دعوني أخبركم و بأسف شديد بأنه إن اردتم أن تعرفوا من هم أولادكم اسألوا معلمتهم،صديقهم المفضل ، أو زوروا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك يقولون ما لا يستطيعون قوله على طاولة الطعام.
أيها الآباء، رجاءا،دعوا أبنائكم يحددوا هويتهم!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا،و لك أيضا! 🤗
موضوع جميل. بالتوفيق