بالأبيض والأسود

ماذا لو كنا بلا أجناس؟ ماذا لو كنا بلا أعراق؟ ماذا لو كنا جميعًا نسخة مكرّرة؟

تخيل معي أن نكون جميعًا بنفس الاسم، أن نكون بنفس اللون والعرق والجنس، أن يتفق البشر كلهم على لون واحد ليسود الأرض، لون واحد تُطلى بها المباني الموحّدة التصميم و تُنتج به أزيائنا المتشابهة، تخيل أن تكون كل قنوات التلفاز الألف نفس القناة وتعرض نفس البرنامج يوميًا، برنامج يحوي فردان متطابقان في الشكل والزي.. نفس الشكل والزي الذي تمتلكه، تخيل أن نكون جميعا نعمل في نفس المهنة.. ونتقاضى

نفس الأجر لنشتري به نفس الشيء شهريا.

يا له من عالم رتيب أليس كذلك؟.. ألن تفقد رغبتك في الحياة بعد ساعتين فقط فيه؟.. إن تنوعنا كبشر من نعم الله علينا، ولكننا حولناه لدافع لبدأ الخلافات التي تنتهي بالحروب تلك التي لا تفرق في الحقيقة بين لون أو عرق، تنوعنا في اللون.. تنوعنا في الشكل.. تنوعنا في الفكر، "التنوع" ياصديقي.. إنه أجمل ما فينا، فلو كنا نموذج موحد فمن أين سينشأ مفهوم الإبداع وكلنا بنفس الفكر، من أين سيبدأ مفهوم الجمال وكلنا بنفس الشكل، لنتقبل بعضنا البعض، لنوقف التمييز فبدون تنوعنا ما استقامت دنيانا.