الفجر صعب المراس يا قبضة الخيال . عبد الرحمن الأبنودي

مرحبا، أو مساء الخير.


لا أعرف من أين أبدأ ولكن لاحظت مؤخرا كم نحن أغبياء ونرتاح مع غبائنا..

تماما تماما كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب عند الخوف, أسينجيها الدفن؟


تحدثت الكثير من النصوص الأدبية عن الخيال, ووظيفته في الشعر وغيره, وكم عدد المقولات والمقالات في فائدة الخيال وعائده النفسي والأبداعي, قد أبدو هجومية ولكني _على العكس _موضعية!

عندي طالبة تكتب قصة عن طفلة تكون قبيحة عندما تصل إلى سن الثامنة, وتريد أن تظل في السابعة طوال العمر, هي قصة مضحكة جدا جدا ولكن ,أخبرتني أنها قصة حقيقية , فعندما كانت في السابعة كان يُزين لها عقلها الصغير أنها ستصبح قبيحة عندما تكبر عاما !


إنه غريزة البقاء والكينونة والتكيف والضغط المجتمعي ولكن, كل هذا ولََّد قصةً طفوليةً لطيفة ًمضحكة!!

لماذا دوما يمثل الخيال المادة الخام لما تؤول إليه المصاعب والأفكار اليلية؟!


فكيف لنا أن نتخيل وجود أشخاص منعدمين؟، كيف نتخيل أشياء فتسعدنا صدقًا، ويتغير مزاجنا، وترتسم على قلوبنا الألفة، ونسير في الشوارع مبتسمين؟!

، أحيانا خجلين وأحيانا أخرى حزينين أو على وشك البكاء، ليس فقط; بل قد يتطور الأمر إلى المساس ببعض الغرائز وزيادة الشهوات!

الجوع مثلا: قد يمسي جوعا مضاعف إذا فكرت في وجبتك المفضلة بطريقتك المفضلة وتقديمها المفضل لديك..

صدقا, أعتقد أحيانا كثيرة أن تخيلاتنا يصنعها الجوع!

ليس جوع المعدة فقط.. بل العقل والروح أيضا يجوعان،

قد تجوع روحك إلى شخص، كتاب، مكان..

ويجوع العقل إلى فكرة، حلم، أمنية.

إننا بحاجة إلى الخيال كي نواجه تلك الفظاعات التي تفرضها علينا الأشياء.


نحيا على الغرائز والشهوات، فإن لم تسكتها الأقدار القريبة تجوع ونمسي في انتظار، قد يطول وقد يقصر وأنت لا تعلم، فقط مدبرها يعلم.

﴿وَما مِن غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالأَرضِ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾ [النمل: ٧٥]


والإنسان بأصله عجول يحب العاجلة ولكن, في نفس الوقت يملك نفسًا ضعيفة، هشة.

فنفسه مع شهواته، كقطعة الألماس في حضرة المطرقة.

لا تتحمل..

فيبدأ العقل بالعمل..

كيف أخرج من هذا الوضع؟! كأن غريزة البقاء تصرخ فيه كصرخة الأم الثكلى وتسأله:

كيف أنجو؟! وأين ابني؟!

فنركب السيارة ونسرح في الطريق..

نسير في الشوارع ونتخيل أشخاصنا..

ننظر بين السطور وندون أحلامنا.

طوال الوقت نشرد ونحيا في خيالنا، تحملنا التخيلات على أجنحتها وتطير صوب الطعام الذي يسكت رغباتنا..


ونحن وخيالاتنا كذاك الظمآن في جوف الصحراء..

سرابٌ,سراب.

إنه سراب..

هل يُشبع السراب؟!

بل يزيد الجوف عطشا..


أفكارًا لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولكنها غذاء مؤقت تدفع ضريبته شوقا مضاعفا.


أرضى الله قلوبكم وأرواحكم وألحقكم بما تحبون.

هاجر عيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هاجر عيد

تدوينات ذات صلة