امسك زمام رحلتك ، كن أنت القبطان ، وافهم رسائل كونك ! .

لا تخف

سترسو سفينتك على برّ الأمان الذي رسمته يوماً بأقلامك الملونة من الرجاء والأماني

البرّ الذي نسجته من خيالك الفريد الخاص بك وحدك

البرّ الذي لم تسمح لأمهر الرّسامين بمساعدتك في رسمه رغم قدراتك المهزوزة في الرّسم

لكنك اخترت أن ترسمه بأقلامك الخاصة بمخيلتك أنت

واجهت الكثير في عرض البحار والمحيطات ، وأول من واجهت هو نفسك ، حقيقتك ، وجهك ! .

واجهت الأمواج المتلاطمة التي هزت سفينتك هزاً ظننت أن لا حياة بعده

لكنك نجوت !

أخافك صوت الريح الغير مفهوم ،الذي تجهل مصدره وتجهل غايته ، لكن في نهاية الرحلة خَفَت صوته

ونجوت !

أرعبتك الوحدة فشرعت تُخاطب خشب سفينتك وظِلال أشرعتك لكنها لم تجبك يوماً

وبالرغم من ذلك نجوت !

جعلت من قلب عقلك ومن عقل قلبك بوصلةً تُفشي لك عن الاتجاه فتتخذه درباً رغم افتقارك لأدلة منطقية على صحة ما تُفشيه !

لكنك نجوت !

ستصل ...أعدك ستصل .

لكن الرحلة طويلة ، ولذة الوصول مهما عَظُمَت قصيرة

فلن تلبث أن تستريح حتى يُناديك حلمٌ جديد

فحافظ على السفينة وزيّن خشبها ، ربما بطلاءٍ جميل ، وربما بنقشٍ فريد

صاحب الريح وافهم لغته ، فربما لا يريد منك سوى تَقبُّل وجوده

أما عن الأمواج فآمن أنها ستصب في مصلحة وِجهتك فلا تعاندها

وفي الوحدة فرصةٌ للبحث عن كنوزك الدفينة في أعماق كيانك ، فلا تحزن

وفي إبحارك للمنشود سترى سفينة تسلك درباً مختلفاً ، فلا تجزع

فلكل قبطان وجهته

فلا راحة لمغامر

ولا استكانة لشجاع

ولا وصول إلّا لمن آمن ببوصلته .

بقلمي - ملك نادر



ملك نادر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملك نادر

تدوينات ذات صلة