داخلــي ، شيءٌ خفيّ لكنّي لا أتـــــذكّــر لحنٌ ما، صوتٌ شجيّ أغنية عن شهرِ ديسمبر .
أشكرك ....
فهمت فتاةٌ سراً صغيراً للعيش بسلام وهدوء ، ومع تراكم الأيام و المواقف السلبية والوجوه
البائسة وانطواء صفحات النّهار يوما بعد يوم ، أضاعت السّر في صفحة من كتاب حياتها ، ولم
تستطع التّذكر بأي صفحة قابع ، وحاولت كثيراً العودة لماضي ذاكرتها ، وبحثت كثيراً في دواليب
عقلها ، لكن بلا جدوى ، انطوت الأيام وأخفت في أعماقها سر الفتاة الصغير ، ومع مرور الزمن
نسيت الفتاة نسيانها للسّر ، ونسيت البحث عنه ، ونسيت وجوده أصلاً ، فأصبحت الحياة ثقيلة على
فؤادها ، ولم تفهم السبب ، فالفؤاد يئن ، ولا يريد التحدث إلى مُضيفته ، لقد خاصم الفؤادُ الفتاة ،
وأما العقل تمسّك جيداً بحاملته وراح يُظهر لها حلولاً منطقية تارة ، وذكريات جميلة تارة أخرى ، لكن
عبثاً يحاول ، فالفتاة فقدت ألوانها ، فكل ما تراه إما سواداً وإما بياضاً ، حتى تحولت هالتها لضبابٍ
كثيفٍ رمادي ، وذات يوم في لحظة قدرها ثوانٍ ، اصطدمت هالتها بهالة فتاة لا تعرفها ، لكنها لم ترَ
في حياتها هالة أجمل من هالتها فهي كنور الشمس يتخللها أبهى الألوان ، ومن شدة بريق هالتها
أنارت هالة الفتاة المُنطفئة ، حتى استحال الانطفاء وهجاً شديداً ، نعم لقد تذكرت الفتاة أخيراً السر
الصغير للعيش بهدوء وسلام ، وتذكرت وجوده ، وكم تعجبت لنسيانها السر ، أما عن فاتحة كتابتي ،
فالشكر موجه لأصحاب الهالات البرّاقة ، الذين يسيرون كنور في الظّلام الحالك ، فيزيلون الوحشة ،
والخوف ، بابتسامة لطيفة ، بكلمة بسيطة ، بنظرة مواسية ، فتعلّمت الفتاة أن ما يقودنا لأسرار
الوجود صغيراً كان أم كبيراً هي أمور بسيطة وليست بالمعقدة ، ولا تحتاج لأن تكون عالمة فلك أو
غيره من العلوم للتّوصل لأسرار الوجود ، فقط التأمل العميق في دقائق الزمن يكفي لذلك ، أو رؤية
شخص من أصحاب الهالات المُشعّة كفيل بتنوير البصيرة ، وأكرر التعبير عن امتناني وشكري
للأشخاص الذين لم يبخلوا في إظهار روعاتهم وبريقهم للكون ، هم الأقوياء وحدهم ، فلم تلوث
هموم الحياة قلوبهم ولم ينل سخط الأيام من ضحكاتهم .
وأما عن سر الفتاة الصغير فسيُكشف في تدوينتي القادمة بإذن الله .
بقلم - ملك نادر .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ادام الله هالتك براقة مشعة . ابدعتِ ♥️♥️♥️♥️😍