وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ

____________


كَتَب : ملاك تيسير الحباشنة


في حافلةِ بابل المؤديةِ لتكريت وجدتُ مذكرةً دونَ إسمٍ أو رقم وعنوان !


قرأت السطورَ الاولى تحكي :


لا تَسألني عن الإسم و إن أردتَ أن تَجودَ علي بالنداء ف أكتب في خانةَ الحروف " تكريت"


وأنا أخطو لقاعَةِ كلية العلوم في القاهرة و تحديدا في السابع من تشرين الاول و كأنني أبصرتُ ثورةََ هجائية ! أثقلت كاهل خطواتي البطيئَة شعرتُ بخجلٍ يكاد يصنع بيني وبينَ بابَ القاعةِ ردماً أو برزخاً أو سدا ! يهمس لي بصوتٍ خفيف يرتد صداه فيرتطم بي من جديد ليذكرني بأنني اليوم نقضتُ عهداً قد قطعته للمتنبي و شهد عليهِ كشاجم و أبا تمام و أبو فراس الحمداني ! لست أعلم بأي وَجهٍ سأنظر لإمرئ القيسِ والبحتري ! و سيعرف اليوم عنترة أنني لم أجترءُ الذهابَ لأكملَ آمالي و آفاقي العتيقاتِ الحقيقاتِ


أسميتُ نفسي هكذا عَلي وعلي أستذكرُ نفساً هي لي كانَ لها حُلما أن تنفردُ بِمشيَةٍ متوازنة مرتدية ذلك المعطف البني الطويلَ و تملم خصلاتِ شعرها المتطايرِ بطوقٍ أخضر وتحملُ حقيبتها الجلدِ ذات الحزام الرَفيعِ و رزمة أوراقٍ تحت الكتف


تسترقُ في الصباحاتِ لحناً سريعاً لسعد البياتي و تجلسُ برهةً لإلتقاط نفسا تهم به ف تمضي بكوبِ قهوتها على عجل نحو كليةِ الآدابِ بجامعةِ تكريت فمحاضرةِ الثامنة مر منها للآن عدة دقائق وبضع سنواتٍ !


من القاهرة لتكريت


وهكذا مَضت ذكريات خيالاتُها ! مُسرعةً لكيلا تتأخر عن سَماعِ الدواوينِ والمعلقاتِ ، عالقة بينَ حقباتٍ وأزمانِ


لا تبخل عليكَ بذكرِ التفاصيلِ بالساعِاتِ حتى عقرب الثواني !


وإن أردت دليلاً ف ستجدها عند المدرجِ ! و ستقرأ حروفَ إسمها عندَ أعمدَةِ المدخل و تتفيأ تحت ظلالِ الشجرِ و تركض في الممراتِ والساحاتِ ستراها عند المداخلِ والمخارجِ و ستسمعُ حكايا قهقهاتها والأصدقاءِ !


ستشعر بأثرها بكل مكانٍ كانت تطوف حوله


هي إحتست قهوتها في كلية العلومِ على مهل ويا ليتَ ويا ليت في الآدابِ كانت حتى ولو على عجل


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملاك تيسير الحباشنة

تدوينات ذات صلة