الميتافيزيقيا تَعني ما وَراء المَرئيات، و أنتَ كما كل شيئ يَقبع خلف صمت فَلواتك عُمقاً وضجيجاً غير مفهوم إلا لك

كَتَب : مَلاك تَيسير الحَباشنة


أتعلَم يا صديقي ما الشيئ الذي يَفتِكُ بنا ؟ و يُهلكْ أرواحنا أكثر من النيكوتين و الكوڤيد 19 حتى ؟


يؤلم أرواحنا ، و حتى يُرهق عقولنا ، و يُفرط بخفقاتِ قلوبِنا ، حتى نُصبح أجساداً هزيلة تفتقدُ حُلوَ العَيشِ ،


ما يُرعب فلسفة أنفسنا و لا يُرضي غرور شُخوصنا هو ألا نُحَب ، و بالشرحِ الحَثيث ، أن لا تَجد من يُعبر لك عن إمتنانه لوجودك في حياتِه ، ويثني عَليكَ لتشعرَ بحرارةِ أثرك ، أنت في عقلك الباطِن تَوّد أن تعلم بذلك ، و تتمنى بالتحديد أن تكون مُفضلاً ، بل حَد فاصل في حياةِ أحدهِم ،


ولكن الحُب مفهوم ذو معنىً واسع لا يقتصرُ على شخصكَ المُفضل ، بل هو أشمل من ذلك ، ربما أنت تُهدر الشعور لأشخاصٍ مَغلوطين ، فتبدأ بِلعنِ نفسك ، و من هنا يبدأ جحيمك مع نفسك بكرهِ ذاتِك ! و محاولات التغيير من نمطٍ لطالما كانَ المُضل لديك ، لكنَّك الآن مشغول بإرضاءِ المجهول!


في الحقيقة عَليكَ تطوير ، بل بالأحرى تغيير كامل مفهومك ، وَ شذبْ كل الأطراف الزائدة ، عليكَ التغيير ولكن من أجل نفسك ، التغيير الذي يجعلك راضٍ عن روحك


و عليكَ أن تَعلم بأن الحياة مليئة بأشياء تستحق منك الحب ، و عليك أن تُشعرها بأنكَ سعيد و فخور بوجودها


مَثلاً ، عائلتك ، و مكانك المُفضل ، و رفيق السر الذي لا تثق بسواه ، أغانيك و لحنك المحبب ، حتى تلكَ الأريكة في زاوية المنزل ، أصدقاؤكَ الحقيقين ، صانعي خُطى النَجاح لك ، ذلكَ الصباح المشرق ، و عرق النعناع في كوبِ الشاي ، رُبما التيشيرت الأبيض الذي يحمل صورة كريستيانو ، و قلم الحظ الذي لا تَمضي بدونه ، و فريقك المٌفضل "حَبذا لو كان برشلونة " ، و الأهازيج الشعبية ، أعطِ أمتنانك لسيارة الأحلام التي تسعى من أجلها ، لِغبار طاولة مكتبك العَتيقَة ،و كلاسيكيات الزمن الجَميل ،


أيضاً ، لا تنسى ذَلك التابوت ، لطالما شعرتَ بكرهٍ شديد تجاهه لكن لو بمقدورك معانقةَ من كان بداخله فلا ترفض أبداً ، و كن ممتناً لصافرةِ الإسعاف التي تَمنحُ الحياة لآخرين ، و لذكرياتِ البيتِ القديم ، و حكايا الجَدة ، و عكاز الجَد ،و نظرات السكةِ الأخيرة


نحنُ لا نشعر بالثناء فقط للأشياء الجميلة ، بل لكثيرٍ من الأمور التي تصنع ُ فرقاً بداخلِنا


كُن قريباً ، مُحباً ، شَغوفاً ، مُهتماً لكل تلك التفاصيل ، و َ تَعلم : إن جاءَك إعتذار سامِح ، حتى وإن كانَ ليس بمقدورِك َ نسيان بشاعة الموقف ، إجعل السماح سيد الموقف ، ولا تحمل نفسكَ عبئَ الغيض .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملاك تيسير الحباشنة

تدوينات ذات صلة