تائهين في خليطِ مشاعرنا..حيارى لأيّ شعور ننصت..فاليوم نحياه في أمل..وغداً يومٌ مليئٌ بالألم..
صغاراً كنّا..حين حلُمنا أن نكبر.. لنحيا الحياة الّتي نريد..
وكأنّنا ننتظر أن نضيف لعمرنا عدداً من السّنين والأيّام حتّى نتمكن من العيش بسعادة وهناء..
كبرنا..ووعينا..وعلمنا أنّ الحياة والسّعادة لاترتبط بعقد العمر الّذي نحياه.. ولا بالأشياء التي نملكها..
وإنمّا.. بالفكر الذي يغذّي عقولنا..في أسلوب نظرتنا للحياة..
فهذا طفلٌ بريء..لايجد لنفسه السّعادة إلّا بلعبةٍ رآها....تمنّاها....وحصل عليها....
وكذلك نحن..مثل ذاك الطّفل بالضّبط..
قد ازدهر يوماً ما..حلماً جميلاً..داخلنا..يكبر معنا يوماً بعد يوم...
ننتظر أن يتحقق..لنحيا السّعادة التي نريد..ونغفل عن الإستمتاع باللّحظة التي نحن عليها..ونبقى على انتظار..فهو الأمل بالنسبة لنا..
نقاوم من أجله طريقاً من الصّعاب..نجتاز الكثير والكثير..ونحن على أمل الوصول..
وقد لانصل ..فنغرق بعدها ببئرٍ من الخيبات.. ويأتينا دلواً من الأمل ...قد ينجينا من ذاك الغرق...فنرفضه!!لأننا ببساطة مللنا المقاومة..وجفّ عرق جبيننا..وهوينا في سرير الهزيمة..
وماعلمنا...أنّ الحياة بكلّ مافيها..ماهي إلّا.. مشروع مقاومة...
وحين نتوقف عن المقاومة..فحينها فقط..نكن قد حكمنا على أنفسنا بالإنتحار...
فلماذا نمجّد إنجازاتنا..ونترّخها.. وهذا جميل.. ولكن لماذا نمجدّها وكأنّها فقط من تعبّر عن هويّة نجاحنا في هذه الحياة??
لماذا نتهاون بتقلّبات مشاعرنا..وننسى نفساً جبّارة قاومت حتّى تعيش..الكثير والكثير..
قاومت ..من أجل أن نجتاز ذاك الشّعور الّذي يسكننا هناك.. في الأعماق...
ولاأحد يعلم به إلّاك وربٌّ خلقك فسوّاك..
فكلّ واحدٍ منّا له في المقاومة قصصٌ وأحداث...
مشاعرٌ يوميّة..تمرّ على قلوبنا وتزرع فينا عقلاً مضطرب..
جسداً متأهباً من الأرق..روحاً تاهت في عواصف الأيام..
وقلباً عظيماً..يقاوم...ومازال..
يرمي بداخله كلّ هذه التقلّبات..ويمدّك بقوّةٍ متعبة..ليمنحك يوماً جديد..شعوراً جديد..وروحاً تقاوم..
فإن كنّا حقّاً صادقين في رغبتنا..متيقنين برحمة الله..فلنقاوم دائماً..كلّ جديدٍ وقديم يحصل معنا..
ومن أجل ذلك خُلقنا..
لنقاوم غرائزنا..شهواتنا... أحزاننا .. وضياعنا...
وبمقاومتنا تلك..نصل لرضا من الله..وجنة من السّعادة...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات