لاتيأس مهما طال بك طريق الحلم..وكن على يقين أن الوصول أمر حتمي...وكن على صبر..

كلّنا أرواحٌ تعلقت بالأمل...الحلم...الإصرار...

في قلبِ كلّ واحٍد منّا حلمٌ...يسعى جاهداً للحصول عليه...

نحاول...ونحاول...نيأس أحياناً كثيرة ورغم ذلك نواصل..نواصل..ونستمرّفي طريق أحلامنا رغم مرارة المسير..فهكذا هي طبيعتنا..نصرّ على أحلامنا...وكلّما زادتنا الحياة تحدّي..زدنا إصرارا..

ولكن...لماذا نعتقد أنّ جهدنا يحتاج إلى نتائج نلمسها على أرض الواقع...لماذا نصاب بالخيبة إن لم نحقق غاياتنا...نستسلم لليأس..ونعتبر جهدنا تجربة مؤلمة لم نفلح بنجاحها..

ونرتدّ على أعاقبنا..ونقف مدهوشين أمام خيباتنا..وننظر لأحلامنا وكأنّها حفنةٌ من تراب..أطاحت بها رياح العجز بعيداً..وتناثرت مستسلمة في هواء ممتلئٌ بالإحباط..

أولم يصدق قول الله تعالى حين قال علينا السعي وعليه الأجر..

لماذا تفكيرنا المحدود يبقينا على أبواب الإنتظار..وفي أجسادنا روحٌ معلّقة بالحياة..

فلو كان كلّ سعيٍ لنا نُجزى به ها هنا..لما رأينا نجاحات وإنجازات أُناسٍ كُثر عرفناهم بعدما قضى على رحيلهم سنواتٍ مضت..

رحلوا.. وتركوا لنا آثار جهدهم..نعيمٌ نحظى به بفضلهم حتّى يومنا هذا!!

فهذا هو انطونيو ميوتشي..سُرق منه اختراعه..وتُوّج باسمٍ آخر..وقد حاول جاهداً لاستعادة ماسعى إليه طويلاّ..ورفع قضايا كثيرة ولم يفلح..وبعد أن مرّ مئة وثلاثة عشر عام على وفاته..أقرّت الولايات المتّحدة الأميريكيّة باسم مخترع الهاتف الحقيقي!!..

فلو نظرنا ببصيرتنا المحدودة لقلنا أنّ جهده في استعادة حقّه ذهب سدىً...

مات...ولم يحصل على نتيجة جهده ...

ولكن...موازيين الله تختلف عمّا نفكّر فيه...

فكثيراً مانسعى في حياتنا ولانجد نتائج سعينا..ولكن حتماً سنراها يوماً ما..وقد لانراها..ولكن ستخلّد يوما ما..

فنجاحُنا وسعينا لايعتمد على احتفالنا به..قد نرحل..ولانراه..

ويأتي يوم..بقدر الله..كُتب لديه في اللّوح المحفوظ..ليتألّق سعينا..نجاحاً وتميّز...

فما علينا نحن سوى السّعي والإيمان الكامل بالله...أنّه لايضيّع عمل عامل سدى...

فعلينا السّعي...وعليه سبحانه النتيجة...

فلنسعى نحو أحلامنا..آمالنا..طموحاتنا ..وشغفنا..

ولنترك تاريخ الوصول..له وحده..

فهو خيرُ مقدّر..وخير من اختار لنا مقادير الحياة......

ميس حريري

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ميس حريري

تدوينات ذات صلة