خدعونا من خلالها وصدّقناهم..فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم وسائل الصلّة بين المعارف والأصدقاء داخل وخارج البلد الأم وإن لم تكن الوحيدة..
منذ بضعِ سنواتٍ مضت غذت حياتنا مواقع التّواصل الاجتماعي..
أصبحنا من خلالها نتحادث..نتعرّف..نعي بأخبارِ بعضنا بعضا..لها من المحاسن الكثير..ومن المساوئ ماقد يدمّر حياتنا دون أن نشعر ..
وأكثرها..أنّنا ازددنا فضولاً فوق فضول..
وأصبح سوسةٌ في دمائنا أن نتابع حياة بعضنا ونتسابق في نشر يوميّاتنا لحظةٍ بلحظة..وحدثاً بعد حدث..وهذا ليس بخطأ إن كان مضبوطاً وضمن الحدود..
ولكن...كفانا مقارنةً قاتلة..بين حياتنا وحياة الآخرين..نحن أبناء غريزةٍ تعشق المقارنة والتميّز..
فأنت حين ترى ساعةً من يومِ ذاك الإنسان..تراها ساعةً من فرح..وتعممّها على حياته كلّها..
وتظنّه سعيداً مسرورا..ولو كبّرت الرؤية ونظرت لحياته كلّها لرأيت أنّك قد تكون سعيدٌ أكثر منه..
تملك أرزاقاً لاتوجد لديه..
فغاياتنا في النشر تختلف..فعند فرحنا بحدثٍ معيّن ومن شدّة مشاعرنا به...نودّ مشاركته مع الآخرين..وأحياناً أخرى نريد أن نثبت لمن حولنا أنّنا أحياء مسرورين..ولو كنّا عكس ذلك..
فارحم ذاك الّذي تنظر لحياته وتقل في نفسك رجلٌ محظوظ..فقد لايملك من الحظّ سوى السّاعه التي شاركك بها..
وأحياناً أخرى..ترى شخصاً ينشر بعضاً من الحالات تدعو لله..
وتقل في سرّك هذا إنسانٌ مؤمنٌ مستقيم..وذلك لايعني أبداً أنّه إنسانٌ مؤمنٌ بلا ذنوب..
قد يكون عبداً يسعى جاهداً نحو اللّه..وبين طيّات يومه لحظاتٌ تملأها الذّنوب والخطايا..
ولكنّه يشاركك تلك السّاعات من السّلام النفسي ليذكّرك ويذكّر نفسه بالهدف الأسمى لوجودنا في هذه الحياة..
فلا تعمّم من بعض لحظات وتحكم على حياة إنسانٍ بأكملها..
وتمنّى الخير للجميع..
وافرح لفرح من شاركك لحظاته الحلوة..
فالأرزاق كتبت في السّماء منذ الأزل..
واللّه أعطى لكلّ منّا مانستحق..وفي الوقت الذي قُدر..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات