الرضا على مالانطيق..يفتح لنا أسرار السعادة والحياة..
كان صغيراً ..لايدري هذا القدر الذي هو فيه....
يضحك رغم الأسى الذي يكابده...رفضه من كان سبباً في وجوده...لأنّه..هكذا....
كان سعيدٌ في بدايات عمره الوردي....وعندما بدأ عقله بالتشكّل والوعي....عندما بدأ يرى ماحوله...عندما بدأ بالمقارنة بين نفسه والآخرين..أدرك فظاعة القدر...
أدرك أنّه إنسانٌ....بلاأطراف.....
دون يدٍ يصفق بها...دون يدٍ يرتدي بها سترته..دون يدٍ...يأكل..يشرب...يلعب بها..هنا...أدرك فظاعةالقدر...
وياليت ماكان توقف هنا..ولكنّه أدرك أيضاً...أنّه...بلا أقدام !!
بلا قدمٌ يذهب بها حيثما شاء... يركل بها كرةٍ تمرّ أمامه...بلا قدمٌ..يذهب بها ليقضي حاجته..
لايداه تعوضاه عن قدماه...ولاقدماه تعوضه عن يداه...لاشيء يعوضه عن شيئ...
هو فقط إنسانٌ من رأس وجسد!! إنه....Nick vujicic
تُرى كيف كان شعوره عندما أدرك حاله هذا...كيف كان يواجه نظرات الناس له..
فمنذ ذلك الحين..بدأ صراعه مع الحياة..وفي كلّ يوم يمرّ عليه كان يعيش تحدٍ من نوع جديد..ومع كل مرحلة من عمره..
ناهيك عن التفكير القاتل..ذاك الّذي يدمّرنا..المقارنة التي نضع أنفسنا فيها في حالةٍ من عدم الرضا والحرمان...
نيكولاس كان جلّ حلمه أن يمتلك يداً واحدة..واحدة فقط..ولكن أمنياته بقيت قيد الحلم..
وكلما مرّ به العمر..يدرك أنّه بلا قيمة في هذه الحياة..كان يحدّث نفسه ويقول..أنا لن أستطيع العمل..لن أستطيع فعل شيء..فكلّما يخطر في باله حلم..تحدّثه نفسه ويقول..لاأستطيع..
كان يحدّث نفسه دائماً..أنا لن استطيع الزواج..كيف سأتزوّج وأنا لااستطيع لمس يد زوجتي!!
كان دائماً غير متقبّل لقدره..حياته..وكلّ شيء...
إلى أن واجه القدر..وقرر التوقف عن التّمني..ودخل في مرحلة الرضا..والقبول...
بدأ بالنظر إلى حياته من منظور آخر..ألا وهو الرضا..
نظر إلى مايملك وليس إلى مالايملك..قرر خوض التجربة..ومارس كلّ أشكال الحياة..غاص في المياه..ركب في الدرّاجات..وعمل بما يحب..
وتزوّج..وأصبح أباً!!
تزوج وأدرك أنّه ولوإن لم يستطع لمس يد زوجته فهو سيعانق قلبها متى استطاع....
أصبح أكثر شخصيّة ملهمة لأبناء وطنه.. كتب مؤلفاتٍ عدّة..
لقد قرر.. أن يعيش الحياة..برضا..برضا فقط..وعندما عاشها برضا..استطاع أن يفعل مايريد..مهما كان صعباً..
فمابال أُناسٍ يملكون الحياة..وليس في حالهم من حياة..
السّعادة لاتأتي بالحصول على مانريد..السّعادة تأتي من الرضا..
فكم من مريضٍ سعيد..عاش مع المرض في رضا..وكم من صحيحٍ تعيس..عاش مع صحته في جحودٍ..وقنوط..
وكم من فقير عاش في هناء..وغنيٍ عاش في مصاب..
فالحياة لاتقاس بمانملك ومالانملك..الحياة تقاس بمقدار الرّضا على مانملك ولوقليل..
فكيف لانرضى ونحن نعلم أنّ من وزّع الأرزاق بيننا هو ربٌّ..سمّى نفسه بالعادل..ربٌّ..كريم..يجازينا بأحسن مما نريد..
ربٌّ..أعطانا ونحن في جوف الحرمان..ربٌّ..حرمانه..هو العطاء..
فلو فُتِح لنا باب الفتح في المنع...لعاد المنعُ خيرُ العطاء...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات