لأن الطريق طَال، ولأن المسافات تمدَّدت، استوعبنا مؤخرًا أنه لم يتمدَّد من فراغ!!
أجاب ذلك الصوت بعد أن بُحَّ صوتي، وتقطَّع ذلك الطريق بعد أن مشيتُ نصفه!!
ومُدَّت تلك اليد لي بعد أن كُسرت يداي، تركوني حُرة بعد أن كسروا مقبض باب تلك الغرفة، تشجعت وصرخت بأعلى صوتي بعد أن صُمَّت آذان بلدي!!
مشيت طريقًا كنت أعرف سالفًا أنه سيُرهقني، وحين وصلت إلى القمة سقطت في كل مرَّة حاولت فيها الوصول!!
وبقيت أمشي وأمشي حتى ضاعت خُطاي ونسيت أين مبتدأي وأين مُنتهاي!!
ما بال هذا الخوف والقلق يتملكني إلى الآن؟
ما بال هذه الأيام سريعة كالأوهام؟
تخيفني سُرعتها ويخيفني أكثر أنها تمضي دون قدرتي على ايقافها!
أسير طويلًا وابتسامتي تشق طريقها على وجهي، وأتوقف فجأة حين أكتشف بأني على وشك السقوط دون علمي..
الفهم أن تستوعب وتُدرك أمَّا المعرفة أن تكتسب معلومة، وأنا فهمت الكثير والكثير أثناء سيري في الطريق، وقعت ولم أجد اليد التي ترفعني ففهمت أنني وحدي المسؤولة عن سقوطي ووحدي من أستطيع أن أرفع نفسي!!
فهمت أنني أستطيع تحقيق الكثير دون أن أستمع لتوجيهات أحد، وباستطاعتي أيضًا أن أسير وحدي في طريق أنا اتخذته بنفسي!!
ستمشي وحدك وستصل وحدك أنا مُتأكدة من ذلك!!
صدقني لن تجد الشخص الذي يفرح لنجاحك ويصفق لك بينما الجميع يُحبطك، لن تجد تلك الابتسامة بين شحوب وجوه الجميع، ولن تجد اليد التي تمسكك بين حشد من الناس الذين افلتوا يدك عندما احتجت إليهم، لن تجد ذلك الأمان الذي كنت تشعر به منذ مدة طويلة..
انتهى دوْرك في الحياة كوْنَك الشخص المُدلل، الآن أنت مجرد هامش على حياة الجميع، لست بتلك الأهمية ولن تكون!!
يجب أن تكون لك حياة خاصة، أحلام خاصة ولحظات جميلة تصنعها بنفسك مع أشخاص تُريدهم أنت، حقيقةً لا يهمني فرحة الآخرين بنجاحي بقدر ما أنا يُهمني أن أكون فخورة وراضية عن هذا النجاح الذي صنعته يداي..
تمسَّك بحُلمك وانظر للطريق أمامك، تمسَّك بقواكَ جيدًّا وألهم من حولك وأخبرهم بأن المَسير قد يطول ولكن هذا الطريق يستحق أن نكمله مهما طال، لأن الحلم يقترب منَّا كل يوم أكثر من الأمس، ولأن الشمس ستُشرق يومًا ما من المكان الذي لطالما أحببناه، لذلك علينا أن نستمر دائمًا مهما سقطنا وتعثرنا وطال بنا هذا الطريق!!
-ليالي خرمي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات