سنلتقي -حتمًا- لنحكي عن كلّ ما مضى في رحلةِ الغياب، ستحدثيني عنهُ وكيف فعل كلّ ما في استطاعتهِ كيّ تجدي الأمان الذي افتقدتهِ،
وسأتكلم عنهّن ومحاولاتهّن تعويض غيابكِ، وبحثي في هنّ عنكِ، وبحثكِ فيهِ عني، سنجلس -معًا- نروي كلّ حكاوينا.. رعشّة الْحُبِّ الأولى، خصامنا الذي تفتت بكلمةِ "أشتقت لك"، سذاجتنا في محاولةِ كلّ منّا تطبيع الأخر عليهِ، طفولتنا في تصرفنا وغرورنا وضلال دعوانا، أيام الغياب مكاتيبي التي لم أرسلها إليكِ، وحديثِك مع نجمة في السماء عني.إنها لعبة الْحُبِّ لو لم نفترق لمّ عرفنا قيمة كلّ منا، رغم الرحيل لما كُنتِ أنتِ، وما عرفتِ مذاق الغياب بعدي.. أنتِ في عودةٍ إلى الماضي، وأنا في انتظارِك هُناك.
كان هذا فراق بيني وبينك، فأنتِ لمّ تستطيعي معيّ صبرًا، فكيف تصبري على ما لم تُحيطي بهِ علمًا؟كُنت أخفي شر نفسي، خوف الحصول عليكِ ثم فقدانك، وأتعجب من أننا أصبحنا غرباء الآن، نكتفي فقط بكتابة الرسائل.لكنني ورب صوتك، وقلبك، ووجهك، أنّني أحببتك بكلّ ما يمكن لمخلوق أن يحب، أحببتك كمّا لو أنّني الواقف على أبوابِ الجحيم وأنتِ فقط من يملك مفاتيح الغفران.
سأخبرك بشيٍء لم أبوح بهِ من قبل، ذات ليلةٍ اعتصرني الشوق والحنين إليكِ، أمسكت هاتفي وناويت الاتِّصال بكِ لأخبركِ بكلّ شيٍء أشعر بهِ نحوكِ، إلّا أنّي تراجعت في اللحظاتِ الأخيرةِ، لكن ما زال الحنين يحرقني من الداخل، هذا ما دفعني إلى الذهاب إليكِ، رحت أتمشى في شارعكِ وحول بيتك الذي طالما انتظرتكِ أسفلهِ، وتمنيت لو أراكِ صُدفةً ربما ينطفىء شوقي إليكِ؛ حينذاك أمسكت مدونتي التي يومًا ما سأهديها لكِ مع باقة من الورود لتقرئيها، لتعرفي أنّ ثمة عاشق هنا كان يبحث عنكِ بين السطور وأحبك مع الكلمات، وكتبت لكِ كلّ ما أريد أخبارك بهِ ولا استطيع بهِ البوح، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها أعبرّ عمّا يسبح في مخليتي.وبعد أنّ انتهيت من رسالتي التي تمنيت لو أرسالها كبرقية تُسلم باليد، لكن سرعان ما مزقتها وألقيتها في الهواء ليبعثرها، ربما تلتقي منها أقصوصة فتعرفي أنّ ثمة عاشق كان ينتظرك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات