من منا لم يسقط في بحرِ الحياة.. من منا لم تجرفه أمواج الأيام بعيدًا عن كُلُّ ما كان يسعى وراءه؟ لم تكُن يومًا الحياة عادلة،
"لا يغرق المرء بسبب سقوطه في البحر، بل بسبب بقائه مغمورًا بالمياه."من منا لم يسقط في بحرِ الحياة.. من منا لم تجرفه أمواج الأيام بعيدًا عن كُلُّ ما كان يسعى وراءه؟ لم تكُن يومًا الحياة عادلة، عليك أنّ تحاول مهما كلفك الأمر، هذا هو قانونها، إنّ أعطتك شيٍء ستأخذ في المُقابل منك شيٍء، نظام الحياة هو المُقايضه، عليكَ فقط.. معرفة الفرق بين ماذا تُريد؟ وماذا تستطيع الاستغناء عنه؟
لإن في عزّ اللهفة وراء ما تسعى خلفه هتضيع تفاصيل أحلى بين إيدك، لكن مش واخدك بالك منها.المُشكلة هي التوهه وسط زحمة الحياة كُلُّ حاجة حواليك رتمها سريع ومطلوب منك إنك تجري أو على الأقل تكون بنفس سرعة الأشياء من حواليك، علشان فجوة التوهه متبقاش أكبر.
الحياة أصبحت بالنسبة ليك مُجرد كلمات متقاطعة، بتتسابق على حلها، وبتفضل مركز على خانات معينة فاكر إنك لم توصل لحلها بسرعة هتقدر تحل باقي الخانات بسهولة.
كل واحد فينا أصبح مركز على خانة واحدة عايزها، خانة الحب/ خانة الشغل/ خانة السفر/ خانة الأصدقاء/ خانة المال كُلُّ خانة مُنفصلة.لا نستطيع إنكار أنَّ كُلُّ خانة فيهم مُهمة علشان نوصل للباقي، لكن مشكلتنا إننا بنتعامل مع الكلمات المتقاطعة على أنها كلمة واحدة، وبننسى إن الحياة مجموعة كلمات متكاملة ومتداخلة مع بعضها، وكل كلمة بتكمل التانية، علشان في الأخر نطلع بجملة مفُيدة خلال رحلتنا..
محتاجين نوسع الدايرة، محتاجين نخرج بره الإطار الضيق اللي بقينا مش شايفين غيره، محتاجين نشوف أنفسنا بعيد عن الزحمة.ناخد وقت نبص على نفسنا، ونحدد بظبط الخطوة اللي جاية هتبقى عاملة إزاي، أكتر من إننا نتصارع مع اللي حوالينا، مين يخلص الأول ويوصل للحل، وحاول دايمًا متقارنش نفسك بحل أو بطريقة وصول غيرك لنتيجة قبلك، لإنك لو ركزت شوية هتلاقي إنك وصلت لحل شيء غيرك لسه بيحاول يوصل لحل فيه.
وقتها بس هنطفوَّ على سطح الحياة بدل منغرق فيها.
التعليقات