اسم الكتاب: الشعلة الزرقاء اسم الكاتب: جبران خليل جبران نوع الكتاب: أدب الرسائل عدد الصفحات: 38 صفحة

لأدبِ الرسائل عشقٌ خاص داخلي، فهو عالم مشبِع بالعاطفة والمشاعر اللطيفة، عالم مليء بالحب والحب الكثير، والأسرار التي تحيي في القلب الفضولي بشأن الحب ألف زهرةٍ وزهرة.

فكيف لو كان كاتب تلك الرسائل هو الأثير النادر وربما الحلم المستحيل بالنسبة لِعالمٍ كعالمنا الحالي، فلا وجود ولن يوجد رجلٌ كجبران خليل جبران.

ذلك الرجل الذي أغدق بحبه على مي زيادة ولون حياتها برسائل تحمل كلماتٍ أثيريةٍ لا مثيل لها.

وكم شعرتُ بالغيرةِ من مي على حبيبٍ لن يتكرر كجبران.

الرسائل مليئة بالدفء والحب والمشاعر التي تلمس القلوب فتنعشها وتحيي ما لم يحيا فيها يومًا.

مليئة بالعتب واللوم والتشابيه الخيالية الرائعة، كالوادي الذي يتقابل فيه جبران مع صغيرته الحبيبة.

كالضباب الذي هو في الحقيقة جبران ذاته، ذاك الضباب الوحيد الغريب الذي يبحث عن ضبابٍ يشبهه، فلم يكن ذاك الضباب الشبيه سوى مي البعيدة بالمسافة بُعدًا سحيقًا، والقريبة من القلب قربًا عجيبًا.

أكثر ما يثير العجب أن جبران ومي لم يتقابلا على أرض الواقع فأحدهما يعيش في نيويرك، والآخر في القاهرة!

ولكنهما يعيشان أحدهما داخل الآخر، هما أكثر العارفين بخفايا بعضهما البعض، وأكثر البعيدين اتحادًا والتِئامًا، وأكثر الوحيدين ألفةً وسلامًا.

وحدها رسائلهما من عرفت سرهما فكانت الجسر الواصل بين عاشِقَين لم يلتقيا، ولن يلتقيا يومًا!

وحدها رسائلهما ترجمت حبهما وحيرتهما وحتى سوء التفاهم الذي قد ينجم عن الكلمات المكتوبة، مهما كان للكلمات المكتوبة من آثارٍ عميقة، لا بد وأنها عندما تتحول لكلماتٍ محكيَّةٍ بطريقة عفويةٍ بعيدةٍ عن التكلُّفِ والرتابة، ستمحي أي أثرٍ لِسوء تفاهمٍ قد يحصل.

بدأت الرسائل في 2 كانون الثاني 1919 وانتهت بأيار 1925.

لا أعلم إن كان هناك رسائل غير منشورة أو غير معروفه، ولا أعلم أيضًا إن كان هناك رسائل بعد تاريخ نهايتها.

لكني استمتعتُ حقا بقراءتها حدَّ أني كنتُ أعيد قراءة الرسائل بين حين وآخر بعد الانتهاء من قراءة الكتاب، بل أنني أعدتُ قراءة النصف الأخير!

وأظنني سأعود للاحتماء داخل تلك الرسائل مرارًا وتكرارًا.

تمنيت لو أنني قرأتُ ردود مي على كل رسالةٍ من الرسائل حتى تكون صورة الحدثِ واضحةً جليَّةً أمامي، لأني وبسبب ذلك كنتُ أشعر بالضياع أحيانا وأحاول ترتيب الأحداث واختلاق القصص والأسباب والحوارات التي كانت قد دارت من طرف مي حتى أتمكن من الشعور بالأمان وإكمال الرحلة.

الكتاب مليء بالاقتباسات الرائعة والعظيمة، كيف لا تكون كذلك وهي بنات أفكارِ رجلٍ رائع كجبران خليل جبران.

داخل الرسائل يتحدث جبران لِمي عن رحلة كتابة بعض من كتبه كالنبي والأجنحة المتكسرة وغيرها، وكان يشيد على مقالاتها ويظهر إعجابه الدائم بها.

تعرفت أيضا على باحثة البادية وثار فضولي لأعرفها أكثر فقررت أن رحلتي القادمة في عالم الروايات ستكون برفقة باحثة البادية.

مي زيادة من الشخصيات التي أحبها والتي تشكل لدي فضول دائم لمعرفتها أكثر.

وأخيرا أنهي ملخصي بألطف وأعذب جملة ذيَّلت كل رسالة من رسائل جبران خليل جبران لمي زيادة:

الله يحرسكم لِمُحِبتكم

مياس

#مياس_وليد_عرفه


اقتباسات أعجبتني


- لأن الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها.


- إن القناعة هي الاكتفاء، والاكتفاء محدود وأنتِ غير محدودة


- إن في النبوغ سرًّا أعمق من سر الحياة.


- الشكُّ يُلازِم الخائفين السلبيين والارتياب يلاحق من ليس لهم الثقة بنفوسهم.


- لكل روحٍ فصولٌ يا مي، وشتاء الروح ليس كربيعها، ولا صيفها كخريفها.


- أخبريني يا مي هل في هذا العالم كثيرون من يفهمون لغة نفسك؟ كم مرةً يا ترى لقيتِ من يسمعكِ وأنتِ ساكتة؟ ويفهمكِ وأنتِ ساكتة؟ ويطوف معكِ في قدسِ أقداسِ الحياةِ وأنتِ جالِسةٌ قبالته في منزلٍ بين المنازل؟


- هل بينهم من يعرف الفرح في كآبتنا، والكآبة في فرحنا؟


- الانتظار حوافر الزمن يا مي، وأنا دائمًا في حالة الانتظار، يخالُ لي في بعض الأحايين أنني أصرف حياتي مُترقِّبًا حدوث ما لم يحدث بعد.


- وجدتُ أنَّ الغربة بين الغرباء أهوَن من الغربة بين أبناء وبنات أمي، وأنا لستُ ممن يميلون إلى الهيِّن ولكنَّ القنوط فنون كالجنون.


- لقد سلبتِني راحة قلبي ولولا تصَلُّبي وعنادي لسلبتِني إيماني، من الغريب أن يكون أحَبُّ الناس إلينا أقدَرَهم على تشويش حياتنا.


- في الملل شيءٌ من النعاس الروحي.


- لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوِحشة، ورغم ما فيه من الالتِباس والحيرة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة