أخبرتُك قبلًا أني لن أكتب لك، ولكني كَكلِّ مرةٍ أسمح لأصابعي بأن تخونني وتُحوِّل الحروف والكلماتِ رسائل لك!
عزيزي القمر..
كلُّ ما في الكون صار ضيِّقًا جدًّا!
صِرتُ أرتجي شيئًا من الاتِّساع، التنفُّس بِحُريةٍ وبكفايةٍ تامَّة تضمن لي حاجتي من الأوكسيجين!
وبقائي على قيد الأمل بالحصول على شيءٍ ما "لطيف"
أخبرتكَ مُسبقًا عن جُدرانٍ أربع تحوطني حقيقةً، وأخرى تخنقني في خيالي.
اختفى الباب والنافذة وصِرتُ وحدي دونهما، حبيسةَ جُدرانٍ أربع ضيقة!
أدورُ وأدورُ بحثًا عن مخرجٍ يُنجِدني بلا فائدةٍ تُذكر!
تعبتُ الدوران وصار لِزامًا عليَّ أن أتوقف وأستسلم!
صِرتُ الآن وحدي وذكرياتي، نتجادلُ حينًا ونتَّفق حينًا!
تارةً أبكيها، وأخرى تُبكيني!
أغضبُ منها، فتنتقِم لنفسها بسردِ حكايةٍ قديمةٍ بدأت بالصمت وانتهت بالصدمة!
وعن أخرى ابتدأت بالكلام والبهجة وانتهت بالخيبة!
انتظار طويلٌ، وأملٌ بعودةٍ لن تحدث!
وإن حدثت لن يكون لها سوى العدم!
صِرتُ أخاف الحكايات، أهرب منها حتى لا تلاحقني أشباح أبطالها لتزرع داخلي الألم!
مليءٌ داخلي بالخراب، مليءٌ داخلي بالحزنِ والندم!
مليءٌ داخلي بالخوف من ظلمةٍ تلُفني بقسوةٍ دونما رأفة، يدور رأسي وتدور معه خيباتي جميعًا، أشباح أبطال حكاياتي، وأملي بالخلاص من جدرانٍ أربع تلفني في الظلام لا بابٌ لها ولا نافذة!
أصرخ في الوجوه جميعًا: كفى!
كل ما أرجوه اتساعًا مُضيئًا وبطل حكايةٍ حريصٌ على أن أتنفَّس الحياة براحةٍ وأمان!
لا جواب يأتيني من وسط العدم!
هناك أنا وحدي والظلام يلفني، يعصرني خوفًا واختناقًا، أسمع صوت طرقاتٍ بعيدة!
أحدهم يحاول إنقاذي، ربما كان وهمًا أم حقيقة!
لا أعلم سوى أن أحدهم يحاول!
عزيزي القمر..
أخبرتُك قبلًا أني لن أكتب لك، ولكني كَكلِّ مرةٍ أسمح لأصابعي بأن تخونني وتُحوِّل الحروف والكلماتِ رسائل لك!
#مياس_وليد_عرفه
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أبدعتي يا مياس جميل😊
نص بهي ورائع