كان والدي رجلابسيطايُعَلِّمُ بالقدوةِ.لايُخالِفُ قولُهُ فِعْلَهُ.صادقًافي محبتهِ،حريصًاعلَيناكَروحهِ،وَلَوْوَرِثْتُ مِنْهُ الْفَجْرَوالْبُكُورَلَكَفَتْنِي.

إنَّ أعظم مايمكن أن يقع فيه الآباء والأمهات من خطأمع الأبناء هوعدم القدرةعلى التفريق بين الدلال والتربية،فالتربيةالسليمةلاتنفصل عن الدلال أبداولكنهالايمكن أن تبنى عليه وحده،إنمانحتاج للحنان والحزم، للدلال المنضبط،فإنْ كانَ ذلكَ فَقَدْنجحنافي بناءِ شخصيةٍناجحةٍتجمعُ بينَ الأخلاقِ والمسؤوليةِ.

ألاَترىَ أنَّ الخالقَ قدْخلقَ معَ الجنَّةِنارًا؟وخاطبنابالتَّرغيبِ والتَّرهيبِ؟وخَلَقَ تدافعًابينَ الخيرِ والشرِ؟

ألمْ يسألْ الآباءُ أنفسَهمْ ذاتَ مَرَّةٍلِمَ؟لأنَّ الحياةَلاتسيرُعلىَ نَسَقٍ واحدٍ،ولابدللأبناءِ أنْ يتدربواعَلَىَ ذلكَ مُنْذُ صغرهم ولايكونُ ذلكَ إلاَّبتعليمهم الانضباطَ وترتبيتهم على محاسنِ الأخلاقِ،والأخذِبالعزائمِ وبناءِ المهاراتِ،فَعِلْمٌ بغيرِمهارةٍوتطبيقٍ لافائدةَمِنْ ورائهِ،ويومٌ بغير إنجازٍ لَهُوَالفشلُ بِعَيْنِهِ.

لذلكَ فإنَّ تربيةَالأبناءِ على مهارِةالبُكورِ وترتيبِ الفراشِ هي أهمُّ مهارةٍيمكنُ أنْ يبدأَ بِهَاالكبيرُ والصَّغيرُ يَوْمَهُ، وقدْأشرنالأهميةِالبكورِسابقًا،لكنْ لِماذَاترتيبُ الفراشِ؟ولمَ يجب أنْ يقومَ به الإنسانُ بنفسهِ،ويتربى الأبناءُ على ذلك؟!

إنَّ ترتيبَ الإنسانِ ولاسيما الصِّغارُلفراشهم هوأولُ إنجازٍحياتيٍ قدْيقومُ بهِ في يومهِ ولاتقتصرُأهميتُهُ على النظافةِ،بلْ يتعداهالمعانٍ أعظمَ:أولهاالانضباطُ،وثانيهاتعلمُ النِّظامِ وتحملُ المسؤوليةِ،وثالثهاتحسينُ المزاجِ وتعزيزُالصِّحةِالنَّفسيةِممَّا يُحفزُ الإنسانَ علىَ إنجازِ كُلِّ مهامهِ اليوميةِالأخرىَ.

خِتَامًالما سبقَ:إنّ الأجيالَ التي لاتتربى على صلاةِالفجرِ ووثقافةِ الْبُكورِلَنْ تعرفَ الانضباطَ في حياتها الشخصيةِأبدًا،وَهُمْ أكثرُالنَّاسِ عُرْضَةًللفشلِ في حياتهم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إبراهيم الدرعمي

تدوينات ذات صلة