كنت أتساءل دوما وأتعجب من أحوال القبائل الكبرى كيف تختفي!وعوائل صغرى كيف تكبروتحكم؟وعشائر عظيمةكيف تتناثركماتتناثر أوراق الشجر في الخريف! حتى أدركت السبب.
وقفَ النبيُّ (ص)أمام قتلى قريش يوم بدر،ثم قال:"لوكانَ المطعمُ بن عَدِيٍّ حَيَّا،ثُمَّ كَلَّمَنِي في هؤلاء لتركتهم له" فَمَن هذاالكافر الذي له يدٌ عندالنبي؟
لم تعدْالحياةُسهلة كما كانت من قبل،بل أصابهاالتعقيد رغم فرط النعيم الذي نعيش فيه،تغيركلُّ شيءٍ في البشرِ،فما الذي أصابنا؟ وكيف صار الماء ناراً بهذه السرعة!
لا شيء يشبهُ بلاغةَ الموتِ،فمهما عظُمَتْ الحياةُ تهونُ وتصغر أمامه، وما نحن إلا نقاطٌ تتساقطُ من محبرته على ورقة الحياة...ثم ما تلبثُ أن تجفَ وتيبسَ..