يَضِلُ الذين يعيشون بدينهم لأنفسهم،ويهلك من يظنون الصلاح كافيًالنجاتهم،ولوكان الأمرُ مقتصرًا على صلاحنالمَا أرسلَ الله الأنبياء مُصلحين في أممهم.
يظلُ الإنسانُ مُحِبًاللصالحينَ وصلاحهم مَالمْ يقتربوامِنْ مصالحه وأهوائه وملذاته الدنيويةومكاسبه الحياتية،فإنْ أصبح الصالحُ مُصلحًا في قومه،أضْحَى نفسُ ذلكَ الإنسانِ المحبِ أشدَّالناسِ له عدواةً وبغضًاومحاربةً،وليسَ هذامرضًانفسيًافي البشرِبقدرِمَاهُوَ حِرْصٌ عَلَى الدُّنياوأهوائهاوملذاتها،والتي اصطدم بهاالمُصلِحُ ودعاهم إلى الالتزام بحدودِالله فيها.
وقدْحدثَ ذلكَ مَعَ كُلِّ الأنبياءِ والمصلحينَ،فَقَدْ كانوا مَحبوبينَ في أَقْوامهِم قَبْلَ أنْ يُبعثوابرسالةِالتوحيد والصَّلاحِ،بَلْ هُم المقدمونَ على رُؤوسِ القوم،فها هو النَّبيُّ (ص)قبل البعثةِتلقبه قريشُ بالصادقِ الأمينِ، ويُحَكِّمونَهُ في كُلِّ أُمورهمْ،فماأنْ دعاهم إلى توحيدِ ونبذِ الشِّرْكِ حتَّى اتهموه وقذفوه بأبشعِ الأوصافِ!
وهناكَ صالحٌ عليه السلام قَبْلَ البعثةِ على لسانِ قومهِ:"قَالُواْ يَٰصَٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَآ ۖ أَتَنْهَىٰنَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّۢ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍۢ"
أيْ كنتَ مرجواً للسيادةِوالمهامِ العظيمةِ؛لعقلكَ ورشادِرأيكَ وصلاحكَ!لقدْاعترفوابذلكَ!فماالذي غيرهم؟إنه الإصلاحُ وليسَ الصلاحُ،فالفسدةُوأصحابُ الأهواءِ العفنةِ والظلمةُلايضيرهم صَلاحُك؛لأنَّه مُقتصرٌعلىَ نفسِكَ،إنَّمايزعجهم أنْ تكونَ مُصْلِحًا،فالإصلاحُ يعني التَّغييرَ والتَّقويمَ، وحتمًاسينالُ مِنْ فسادهِم، وَيُنيرُ المجتمعَ مِنْ ظلامهم؛ويهدمُ أصنامهم الزائفةَ،فالإصلاحُ والفسادلايتجاورانِ ولايلتقيان،والمُصلحُ لايقبلُ بالمنكراتِ والظلمِ، بل يسعى لتغييره وإزالته وهذاسبب الحرب عليه.
التعليقات