رحم الله قمربني مخزوم رب السيف إذيقول:"إنَّ عقولَ الرجالِ على أَسِنَّةِأقلامهم وَليسَ على أَسِنَّةِرِمَاحِهم"،رحل الجدخالدبن الوليد،وأقمرالحفيدخالدبن محمد.
أكتبُ هذه الكلماتِ وَأَنَاأدرىَ النَّاسِ بِبَواعِثِ الْحُروفِ وَغاياتِها،أكتبُهاوَلَاأعرفُ هَلَ حَمَلَنِي القلمُ عَلىَ الْكِتابةِأمْ حَمَلتْني الْمَحَبَّةُوَالعَاطِفَةُ،وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَلَاضَيْرَ،فَلِكُلِّ كَاتِبٍ أُفُقُهُ الْخَاصُّ الَّذي يَنْطلقُ مِنْهُ إلىَ الْعَامِ مَادَامَ مُلتزمًا فِيِهِ بِالْحُجَّةِوالْبَيَانِ دُونَ إِفْراطٍ وَلَاتفريطٍ.
قُرابةُأربعةَعَشَرَعامًافي كَنَفِ بَنِي خَالِدٍكانتْ كافيةًلِمَعْرِفَةِمَعَادِنِ الرِّجالِ،والتَّعَرُفِ عَلَىَ مَسَالِكِ الْقَوْمِ،وَأَجْنَاسِ الْبَشَرِمِنْ قبيلةٍإلى قبيلةٍ،وَمِنْ أرضٍ لأخرىَ،وَرَحِمَ اللهُ الفاروقَ الَّذي قالَ عِنْدمَاكَتَبَ إليهِ أبوعبيدةَيَصِفُ لَهُ فَتْحَ قِنِّسْرينَ وَبَلاءَ خَالدٍفِيِهِ:"أّمَّرْخالدًاعليهَا.رَحِمَ اللهُ أبابكرٍهُوَكاَنَ أَعْلَمَ بِالرِّجالِ مِنِّي"،وَكانتْ هذهِ المقولةُبَعْدَعَزْلِ خالدٍعنْ قِيَادَةِالجيشِ وَتَوْليةِأِبي عُبيدةَبنِ الْجرَّاحِ.
هَذَاهُوَقمُربني مَخْزُومٍ خالدٌبنُ الوليدِالجدُّالأكبرُلقبيلةِبني خالٍد،والذي يُضْربُ بِهِ المثلُ فِي البأسِ والتَّواضُعِ والإخلاصِ،والَّذيِ لمْ يُهزمْ فِي معركةٍقَطُّ حتَّى وَهُوَمشركٌ، وَيكفيهِ شرفًا قَوْلُ النَّبيِ (ص)فِيِهِ:"خالدٌبنُ الوليدِسَيْفٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ سَلَّهُ اللهُ عَلىَ الكفارِ وَالْمُنافِقِينَ”
وَهَاهُوَأبوعبيدةَكُلَّمَاطَلَبَ مِنْ خالدٍأنْ يُنَفِّذَمَهَمَّةًقتاليَّةًتَحْتَ إِمْرَتِهِ؛أجابهُ خالدٌقائلاً:أَنَاَلَهَاَ،وَمَاكُنْتُ أَنْتَظِرُإِلاَّأَنْ تأمرُنِي!فيقولُ أبو عبيدةَ:اِسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ يَاأَبَاسُلَيْمانٍ!
نَعَمْ استحييتُ مِنْكَ يَا أبَا مُحَمَّدٍفَمَاواللهِ رأيتُ أحدًافِي جِدِّبَنِي خَالدٍوَاجْتِهادِهِمُ،وَلَاأَشَدَّمِنْهُم شكيمةًفي الْقَوْلِ،وَصِدْقًافِي الْفِعْلِ،وَلَا أَبَرَّ مِنْهم فِي المعروفِ،ووفاءً فِي الصًُّحبةِ،وَلِمَ لَا؟ فَعَلَى خُطَا الأجدادِيسيرُالأبناءُ،وَيُبْلِي الأحفادُ.
لَكِنْ مِنْ أَيْنَ بَدَأتِ الْقِصَّةُ؟!وَكَيْفَ اِسْتَقَرَّتْ رَاوِحِلُ أَقْلامِنَا فِي دِيَاربَنِي خَالِدٍ!
التعليقات