للنفسِ مكنونٌ عجيبٌ وسرٌ عظيمٌ وضعه الله فيها، وأسر النفوس من أعظم صفات القادة الناجحين، والقائد الفذ الذي يبني جيلا له قبل أن يرفع الراية ويطلب القيادة
قليلٌ هم الذين يدركون حقيقة النفس الإنسانية واحتياجاتها،وجبلتها التي خلقها الله عليها والتي يجب أن تعامل على أساسها،ونتيجة الجهل بذلك تكون كارثية على مستوى الأفراد والأمم ولا أدل على ذلك من التجارب الإنسانية المريرة التي مرت بتاريخنا ولا سيما لأهل المسؤولية والحكم.
لقد جبل الله في النفس أمرين في غاية الخطورة وهما الخوف من الألم:"وأما من خاف مقام ربه"،والرجاء في السعادة والطمع فيها:"إنّا نطمع أن يغفر لناربنا"؛ولذا نزل القرآن بالترغيب والترهيب كي يروض كل النفوس ولا سيما المتمرد منها.
ويرجع ذلك إلى حقيقة خلق النفس وسجيتها التي جُبِلَت عليها:"فألهمها فجورها وتقواها"،فالفجور يتطلب الخوف والترهيب،والتقوى تتطلب الطمع والرجاء والترغيب،ومن هنا يدرك كل إنسان أنه لاينفع ترهيب في موضع الطمع،ولا يجدي الترغيب ثمرةبغير شوكة تكون بمثابة الابتلاء لتعلم البشر كيفية المحافظة عليها.
والقائد الناجح الذي يروض النفوس بالحب مع عدم إغفال الهيبة التي تحفظه قبل أن تحفظها فأسر النفوس فن ومهارة تحتاج منا إقناع العقول وإشباع القلوب وإنزال البشر منازلهم دون مبالغة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل 👍
👍🏻🌸
a7sant 👌💯👏👏