لا شيء يشبهُ بلاغةَ الموتِ،فمهما عظُمَتْ الحياةُ تهونُ وتصغر أمامه، وما نحن إلا نقاطٌ تتساقطُ من محبرته على ورقة الحياة...ثم ما تلبثُ أن تجفَ وتيبسَ..
لم تكن تلك الصدمةالتي أصابت الفاروق عندموت النبي (ص)غريبة، فالفاجعةالتي تصيب المرء فيمايحب لا تعدلهامصيبةوإن كان من أشدالناس إيمانا،ولولا بقيةمن الصبر واليقين أنَّ ما عند الله خير وأبقى لما تحملت قلوبنا تلك الأوجاع ولما صبرت على ذلك الحزن والألم،فالحمد لله،فله ما أعطى وما أخذ.
نعم رحل أبي وغيبه القبر عنا، لكنه لم يغب عن عيونناولا قلوبنا،رحل عنا وما جفت محبرتي التي ورثتها منه في الإخلاص وسلامة القلب والرضا بقدر الله والتسليم بقضائه،رحل ذلك العظيم الذي لم ينل حظاكافيا من التعليم،لكنه كان خير معلمٍ، وأحكمَ مُرَبٍّ،ولم لا!وقدترك خلفه ذريةمن أهل القرآن،ابنا حافظا،وآخر حليماوغيره كريما،ألبسهم تيجان العلم وقدمهم بحسن تربيته على رؤوس الأشهاد،وغرس فيهم الكرم وما زان من شِيَمِ العربِ والخلق.حتى أصبحت المسؤولية والأمانة والصدق تعرف بوجوههم وتُلصق بأسمائهم.
نعم رحل أبي ولكنه تركَ سيرةً طيبةً يسردها القريب ولايجهلها الغريب،فما أجمل أن يقال كان من أهل الفَجْرِ والقرآن والصلاة،فالله الله في إحسانه! رحل أبي وهذا ما تركه لنا وما أعظمه من إرث.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى من الجنان والهمكم الصبر
رحمه الله واسكنه فسيح جناته لله ما اخذ ولله ما اعطى ربنا يلهمكم الصبر والسلوان