لا تخف عزيزي القارئ، أنت لست أحمقا بالضرورة لقراءتك العنوان..

هلا بالجميع.. دعونا نتفق على أننا طوال فترة حياتنا مررنا بكثير من التجارب والأخطاء التي جعلتنا نبدو كالحمقى فعلا، سواء لتفاهتها وسذاجتها، أو عدم قدرتنا على التعامل معها لأننا ”لأنكم حمقى“ !! (يبتسم)

لكن دعوني أبشركم أن هاته الحماقات قد صنعت من قبلنا ”علماء وعظماء“.. أي نعم آينشتاين أحمق كبير، آديسون بغل كبير، إيلون ماسك ومارك زڨ البرڨ أيضا حمقى مكعبي الرأس !! لهذا أنت تجدهم في مصاف الكبار..

أي نعم، قد تستغرب هذا عزيزي القارئ، كيف لعظماء أمثالهم أن يكونوا حمقى ؟ وهل كوني أحمقا يعني بالضرورة أني عظيم وكبير الشأن ؟ (أضحكني لحد الموت..).. الشيء الوحيد الذي تختلفان فيه يا صديقي، هو التعلم من الحماقات وأخذ العبر منها..

اتفقنا أن كل هؤلاء حمقى، لكنهم استغلوا حماقاتهم وأخطائهم في بناء أمجاد كبرى، ولم يتوقفوا عند مجرد الحسرة والندم ولوم النفس على تلك الزلة الصغيرة.. هكذا يُصنع كبار القوم يا سادة !!

ااه نسيت، هذا الموضوع قد استنبطته من كتاب إسلام جمال (فاتتني صلاة) الذي طالما كان يغذيني بنصائحه الخفيفة والتي لها وقع حقيقي على ما أمر به.. يقول الكاتب:

قال أحد الحكماء أن الغبي هو من يكرر نفس الخطأ مرتين، أما الذكي هو من يخطئ مرة واحدة ولا يكرر الخطأ، بينما الأذكى من يتعلم من أخطاء الغبي والذكي فيتفادى فعلهم..!


فتجاربك السابقة وماضيك بصفة عامة هو أغنى مصدر لبناء حياة أفضل، والتعلم منها واستخدامها يمنحك أفضلية كبرى في تحسينها وعدم تكرارها حين حدوثها مرة أخرى.. تخيل معي مثلا أنك غبي حقا، تشرب الحليب في كوب بدون مقبض، ستؤلمك يدك من شدة سخونة الكوب أليس كذلك ؟ مرة مرتان وتستفيق لغبائك وتقرر إيجاد حل ما، فبكل بساطة تشتري كوبا آخر بمقبض، وهكذا تكون قد تعلمت من خطئك.. أو لنأخذ مثال أنك وددت أن تصبح كاتبا كبيرا أو مصمما مثلا، لكنك تخطئ كثيرا في اللغة والنحو، أو أنك تملك ذوقا بصريا لاذعا، فتراجع هاته الجزئيات وتستخدمها في طريق تعلمك في قادم المرات لتحسين أخطائك وحماقاتك في النحو لتصبح كاتبا مغمورا فقط..! (لا تبالغ في التخيل قد تموت وأنت تحاول..)


لذا، تعود على محاسبة نفسك على أخطائها، وتعلم دائما من تجاربك وسخافاتك السابقة كي تبني شخصية قوية صارمة، وتطور من مهاراتك أكثر لتحسين ذاتك، وتصبح الشخص الذي تحلم أن تكون عليه..!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قال أحد البونادميين : الذكي من لا يرتكب كل الأخطاء بنفسه، بل يترك الفرصة لغيره.

إقرأ المزيد من تدوينات حسام الدين بوعزة

تدوينات ذات صلة