كوب شاي ساخن، بعض الكعك اللذيذ، ورقة وقلم وتعالوا إلى هنا..


2020.. السنة الهيتشكوكية..!


بداية، أهنئكم جميعا أصدقائي على نجاتكم من هذا الاختبار سالمين غانمين، تستحقون وسام الصمود حقا، تجهزوا لمستوى الوحش الآن..!

من كان فيكم يتخيل أنه بمجرد دخولنا لعام 2020 أن نرى السيارات تطير في الهواء، والفضائيين يغزوننا من كوكب ليليكس، أو حتى أن نعمل بهواتف بشاشات عائمة ؟ ارحموا براءتنا هاته، فقد وصلنا لعام 2021 ونحن هم نحن، والعالم يزداد سوءا بعد سوء !!


- هي سنة هيتشكوكية فعلا ! مليئة بأحداث غريبة، محزنة، مأساوية، غير متوقعة، سعيدة ربما قليلا لكننا نتفق جميعا أنها كانت ”سنة كورونية“ بامتياز.. لكني لست هنا لأتكلم عن هذا الوباء فكلنا نعرفه ونعرف عائلته وأين يسكن وحتى زوجته الفاتنة (يبتسم)، ولا عن حرائق أستراليا ولا تطبيع بعض حكومات العرب -عليهم الخزي- ضد قضيتنا الفلسطينية، ولا غلاء أسعار الهواتف في بلادنا..


- نحن هم نحن.. فعلا ؟؟ اسأل نفسك يا ابن آدم، هل تتذكر تخطيطك مطلع عشرين عشرين ؟ رائع لديك ذاكرة قوية.. طيب، هل حققت أيًا منها ؟ هل أصبحت الشخص الذي خططت وطمحت لأن تصبح عليه ؟ سأخبركم حسب تجربتي، الإجابة هي لا للأغلبية، البقية من سيقولون نعم مكانكم ليس هنا، انقلعوا هيا..!!


- سنة المتاعب هي، خططنا وخططنا، أتلفنا العديد من الأوراق، أنفقنا المال لشراء المزيد من الأوراق لكن ولا شيئا تحقق من تلكم الأهداف التي طمحنا لتحقيقها، أليس كذلك ؟ أو ليس هذا متعبا ؟ أن تتحمس للوصول لهدف ما ثم تبدأ الخطوات الأولى، ثم تتعثر وتغرق بينما وجب عليك النجاة برأسك.. هذا حال أغلبنا يا صديقي لا تبتئس، حتى المتحدث نفسه. أتصدق لو أخبرتك أن هذا المدون اللطيف المؤثر قد كتب أكثر من 10 برامج يومية لينتظم يومه وحياته، ولم ينضبط على أي منها !!



2020، بين خيبات ومسرات..


- الكورونا البائسة البئيسة الخرائية، بجانب أنها قدر من الله سبحانه، لكنها أظهرت لأغلبنا جوهره، أقفلت أبوابا في وجوهنا، لكن القوي منا هو من استطاع كسرها وتخطيها، كمتحدثك هذا عزيزي القارئ..!

فعلا، من كان يتصور أن يبدأ عام عشرين عشرين بدون أي طموح يذكر، بدون أية أهداف كبرى بجانب الأهداف المعتادة من مطالعة ورياضة وو (التي لم أحقق منها ذرة..)، ثم يصير هذا الشخص الذي يكتب لك هراءه هذا ليحتوي فشلكم ويضحك عليكم ؟ بالله عليكم وصلت لألف متابع البارحة !!


- وعلى حالي، هناك مئات الحالات مثلي، عشرات المخططات والأهداف والتحديات، ولم يتحقق منها الربع، محبط أليس كذلك ؟ هل تسائلتم عن السبب ؟ لماذا تنظرون لي ؟ لن أخبركم بالمجان أيها الصعاليك..!


- 2020 محطة للمسرات، هناك بالفعل من حقق أهدافه وعرف كيف يصل لها بطرق مختصرة، أو بمكابدته لمشقات كبرى وهنا اللذة كلها.. من تخرج من الجامعة، من إزدان فراشه بمولود جديد، من ظهرت له أسنانه اللبنية، من تزوج سرا على الدولة كي لا يضبطوه، من وصل لألف متابع على الانستغرام، من بدأ شركته للتو، من ومن ومن والمسرات والأفراح كثيرة (أدام الله أفراحنا)..


- بيد أنها سنة خيبات أيضا، من أصيب بالكورونا، من فقد أفراد عائلته وأقربائه، من لم ينجح في دراسته، من فقد بيته جراء قصف من دولة المشردين المعفونين، من سقطت أسهم شركته، من خانه أصدقاؤه، والحالات كثيرة..


- لكن الخيبة التي سنتكلم عنها، هي بالتأكيد خيبة عدم تحقيق أي هدف مما خططنا له، شأخبركم بالسبب تريثوا واضبطوا الفرفارة..!!



2020 بتحليل معمق، ونظرة تثقب جبهة ترامپ..


لا تتوقعوا مني أن أتكلم هاته البهيمة (حاشا البهيمة)، دقق معي في أخطائك أيها الأحمق..!


- خططت وخططت، لكني لم أحقق شيئا، مالخطب ؟

السر كله في الاستمرارية يا صديقي، الاستمرارية والمداومة.. خاننا الانضباط على أهدافنا، أخذنا الأمور بتوقعات كبرى فظللنا حبيسي أفكارنا هاته. هذا هو الخطأ الأكبر.. أي نعم، وضعنا أهدافا كبرى على أن نحققها كلها في وقت قصير، لم نأخذ كل تفصيل على حدى، ولم نقسم الأهداف الكبرى طويلة المدى على أخرى أصغر قصيرة المدى، فتحمسنا جدا في بادئ الأمر، لكن هيهات هيهات وانطفأ الحماس لإدراكنا أن هاته الأهداف صعبة جدا، فتملكنا الملل وتركناها وسيطر الكسل علينا وأظلنا عن طريقنا.. أليس هذا ما حدث معك صديقي ؟؟


- في كل خطوة في سبيل التغيير، أؤكد على نقطة وحيدة لكل واحد، الاستمرارية.. تخيل معي أنك سمين عزيزي القارئ (أمزح فقط لا داعي للتعرق)، وتود خسارة 20 كلغ في 2020، تتحمس في البداية، تبدأ تمرينك الأول، الثاني، لا تغيير ! لم ينقص من وزني شيء إلا العرق ! تبا لا جدوى من هاته التمارين البائسة.. لنذهب للعب البلاي ستيشن على أن أقوم بهذا الهراء.. صح ؟


أين الخطأ هنا عزيزي السمين ااه القارئ ؟ لم تخطط جيدا لهاته الخطوة، ولم تبنِها بتحديات صغيرة قصيرة المدى، ولم تداوم عليها.. أي نعم لم تداوم عليها حتى انطفأ حماسك وفرفارتك !! لن أضيف شيئا آخر لأن هذا فعلا ما حصل معنا كلنا - تفقدوا تدوينة قاعدة الدقيقتين ستجدون كل الحلول هناك.. -



2021، بداية جديدة، أم 2020 پرو ماكس ؟


أخطأت أنا وأخطأت أنت، أخذنا الأمور بجدية في البداية، ولم نحصد شيئا، أتنوي فعلا تكرار نفس السيناريو العام المقبل ؟ أم أنك ستضبط المروحة هاته المروحة وتلحق بالقطار ؟ جيد أيها الغبي سننام حتما لأنها نهاية الأسبوع..!!

دعونا من التخطيط، هل تغير فيك أي شيء صديقي ؟ أم أنك نفسك صديقي من 2020 ؟ هل من مواقف راسخة في ذهنك كنت فيها كالأبله، والآن تضحك عليها ؟ بالطبع لدي الكثير منها لمَ السؤال ؟ كنت ذاك الشخص الساذج الأحمق بدون أي هدف في الحياة، تائه ضائع في لعبة الببجي والفايسبوك الملاعين، بلا حب للكتب ولا للقهوة أصلا، ضعيف هش محشي كريمة بالشوكولاتة.. والآن أنا شخص آخر تماما..! شكرا لله أولا وللكورونا هاته التي جعلتني أكتشف جوهري وجوهر العديد من الأمور في حياتي التي لم أتوقع إطلاقا أن أصادفها أو أن أصل لها، كألف متابع مثلا !!

يقول الكاتب شين كوفي:

يمكنني أن أقسم أنني كنت أقضي معظم الوقت أركب تلك العربة المتهورة التي تندفع بسرعة جنونية ارتفاعا وانخفاضا على القضبان في مدينة الملاهي. وعندما أعود بذاكرتي إلى هذه الأيام، فإنني أندهش بحق أنني مازلت على قيد الحياة !



- نعم، فعلتَ كل شيء ولم تتغير.. أنت المخطئ صديقي، خذ الأمور بجدية، وعشها بمنظور آخر، غير قناعاتك ومبادئك الفاشلة، إصفع نفسك كي تستيقظ، أحسنت اصفع نفسك ثانية لتتأكد من استيقاظك.. كل شيء في حياتك هو من نتاج أفعالك..!

هناك اقتباس أعجبني جدا من نفس الكاتب من كتابه ”العادات السبع للمراهقين الأكثر انتاجية“، يقول:

ازرع فكرة وسوف تحصد فعلا ازرع فعلا وسوف تحصد عادة ازرع عادة وسوف تحصد شخصية ازرع شخصية وسوف تحصد مصيرا


- لذا، احرص صديقي أن يكون هذا العام الجديد علم حصاد جيد بحرصك على النقاط التي أخبرتك بها.. وأضمن لك حتما أنك ستفوز في لعبة الشطرنج وستصبح غنيا، ليس في أحلامك، بل حقيقة أيها الطماع..!



في الأخير، اعتنوا بأنفسكم جيدا، اعملوا على تغييرها للأحسن، طالعوا كتبا، مارسوا الرياضة أسبوعيا، احضروا كورسات ودروس تعليمية، تعلموا اللغات، ثقفوا أنفسكم، شاركوا في النوادي وتبادبوا المعرفة، أنشروا العلم، تصدقوا،قللوا من تناول السكريات والبطاطيات، ابتعدوا عن سموم السوشل ميديا، نظفوا قائمة متابعاتكم من من لا يتفاعلون معكم، غيروا عاداتكم للأحسن، توقفوا عن إدمان التدخين والهواتف، رتبوا غرفكم، بروا والديكم وصلوا أرحامكم، وأهم نقطة أن تقووا رابطتكم بالله تعالى وأن تنتظموا في صلواتكم وألا تهجروا القرآن، فهو خير شفيع وأنيس لكم يوم القيامة كي يكتب الله لكم القبول في الدنيا قبل الآخرة.. ولا تنسوني بدعوة في ظهر الغيب..


أتمنى أن أكون قد أثقلت عليكم (يضحك سرا)، وأن تكون نصائحي وكلامي هذا لم يجدِ نفعا معكم، لذا نلتقي في اللوبي يا أبطال النوم والكسل !!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أبدعت يا اخي... ❤️

إقرأ المزيد من تدوينات حسام الدين بوعزة

تدوينات ذات صلة