القراءة حياة لمن لا حياة له، ووطن لمن حرموا من أوطانهم.
لماذا تقرأ ياله من عنوان بسيط للغاية، ولكن الإجابة عليه ليست بهذه السطحية، قد يجيب أحدهم مندفعًا، أقرأ لأن القراءة مفيدة للغاية، وقد يجيب شخص أخر بعد شيء من الصمت أقرأ لأن القراءة هي غذاء العقل ورفيق النفس المخلص، يمكننا أن نحصد بمعول الاستماع عدد لامنتاهي من الإجابات، فكل شخص يجيب حسب تجربته واستفادته من القراءة، فكلما كانت الإجابات عميقة أكثر كلما دل هذا على توغل صاحبها في عالم الورق بشكلٍ أكبر
.
تعد القراءة أسرع وسيلة سفر في العالم، فهي التي تتيح لك الفرصة بأن تجوب العالم دون الحاجة لركوب الطائرة، كل ماعليك هو أن تقطع تذكرة وعي لعقلك وتجلسه في الصف الأول من حب الاستطلاع، وتتركه يستمتع برحلتة على متن دفتي كتاب.
أخبرني أنت كيف كنت ستستمتع بمطر باريس وتشعر بسقيع موسكو وتسافر في قافلة التوابل من الهند للبلدان المجاورة، وتركض في المروج الخضراء وتقطف باقة زهور من بساتين أمستردام إذا لم تكن تقرأ؟
كيف كنت ستعرف مجد حضارتك وعظمة تاريخك ونشأة دينك، وأطوار زوال الجهل ومراحل إضمحلاله، وبداية بزوغ فجر العلم والمعرفة إذا لم تكن تقرأ؟
إن القراءة تساعدك على اكتشاف ذاتك من جديد وتطور من مهاراتك العقلية والذهنية، تفتح المجال لخيالك بأن يصبغ العديد من الشخصيات على الأشياء من حوله، فتجعلك ترى الأمور بأكثر من زاوية، وتجد أكثر من حل لمشاكلك.
يقول أنطوني تشيخوف :"حين تُحبط اقرأ بشغف ،المهم في الحياة ألا تقف متفرجًا".
أي أن الكتاب خير أنيس لمن يعاني من الوحدة ولا يجد ما يشبع به معدة وقته الفارغة، فمهما كان حجم الكتاب الذي بين يديك وشكله ومحتواه تأكد أنه قادر على تغير شيء ما داخلك، وربما يقلب حياتك رأسًا على عقب ويغيرها للأبد.
إن القراءة تضيف عمرًا إضافيًا لأصحابها وتتيح لهم الفرصة بأن يلجوا داخل بوابة الزمن لأي حقبة يرغبون في الذهاب إليها.
الممتع في القراءة أيضًا أن تتأني أثناء قراءتك تستخرج مناطق القوة ومناطق الضعف ومواطن العجز عند صاحبها، أن تشعر بحالته التي كتب بها هذا الكتاب، تشم رائحة التبغ بين كلماته أو تنصت للموسيقى المنبعثة من بين فواصله، أو تتذوق طعم الخيبة او النشوة فور وصولك لنقطة النهاية، فعلى كل حال ليس هناك من يطاردك كي تقرأ على عجل من أمرك، المهم أن تجد المتعة والفائدة فيها.
أنت لن تصبح قاريء متمكن بين عشية وضحاها، عندما تقرأ مثلًا عشرة كتب ستظن أنك قادر على مواجهة العالم بأفكارك، ولكن عندما تقرأ خمسين كتابًا أو حتى مئة ستكتشف أنك بحاجة أكبر في الأنعزال لمواجهة جهلك.
مثلما هناك من هم لا يهتمون بأمور القراءة هناك أيضًا من هم أشد ولعًا وشغفًا بها، ألم تسمع من قبل عن أشهر سارق كتب في العالم؟ إنه الأمريكي ستيفن واينبرغ يحكي أنه كان شغوفا بالقراءة وجمع الكتب قام بسرقة عددٍ كبيرٍ جدًا من الكتب والمخطوطات والكتب الثمينة وقد تم تشخيص حالته تلك على أنه مصاب بمرض الببلومانيا أي(هوس الكتب)، هذا يبين لنا أن هناك من هم شغوفين بالقراءة حد الجنون بها حتى وإن لم يُذكرو ولم يعرف أحد عنهم شيء.
الأن مارأيكم برحلة قصيرة على متن كتابِ جديد؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات