نُصبح مُكبّلين بأوهامٍ ليست لها نهاية، ونركض لاهثين خلف الضوء في نهاية نفق لا ينتهي. وأمل كاذب بلا صوت أو فكر أو شعور يُذكر!
يُقال قديمًا: يحصل الإنسان على قيمته من خلال امتلاكه للأشياء من حوله، معرفة آراء الآخرين ونظرتهم عنه، تقييمهم لتصرفاته الخاصّة جدًا. لها الحيّز الأكبر في استشعاره التام باستحقاقه!
ولكن المتعارف عليه في هذ الزمن، أن كل روح تمتلك رونقًا خاصًّا بها ووهَج لا مثيل له، حيث أن الرؤية الفعليّة تكمُن في أعماق هذا الإدراك! أنك وحدك بكل صفاتك، هفواتك، مثاليّتك وإنسانيّتك كامل مثلما أنت!
ليس من المفترض عليك إثبات وجهة نظرك، أسلوبك المختلف أو فرضيّتك لأيّ كائن! جميعنا نمتلك حدودنا الشخصيّة وحقوقنا في التعبير، الانسجام أم التطرّف!
لطالما أننا لم نعتدِ على دائرة الآخرين، واحترمنا فروقاتنا وقدّرنا أن لكل منّا طريقته وحياته التي تناسبه. حجم تفهّمنا ينِمُّ على اتّساع وعينا وتقبّل الآخر كما هو دون الحاجة للحكم عليه أو تغييره بما يتناسب مع قيمنا وتوقّعاتنا التي وشمناها بأنفسنا على قاموس من صخرٍ وهميّ يُدعى (الصواب والخطأ).
ولهذا أصبح العديد من الأشخاص في يومنا هذا عَبِيد لسجن الإيقو، الذي يُزَيِّن النظرة الدونيّة لصورة نفسه من خلال استنساخ الاستحقاق الذاتيّ وإسقاطه على (كلمات - أفعال - محاكاة - تأييد - تصعيد - تطبيل) كل ما ينافي الاتصال بالذات العُليا وصوتها الأوحد.
وشحذ المشاعر الإنسانيّة النبيلة من وجوه أخرى تشوّه هذا الكيان الخالص، الطاهر بحب الذات النقيّ.
نُصبح مُكبّلين بأوهامٍ ليست لها نهاية، ونركض لاهثين خلف الضوء في نهاية نفق لا ينتهي. وأمل كاذب بلا صوت أو فكر أو شعور يُذكر!
علينا أن نُنصِت لذلك الصوت الخفِي جدًا، المكلوم . . المُقيِّد بداخل صندوق أسود خلف اللاوعي وبين ظلال العقل الباطن.
الصوت الأسير بداخل مصباح علاء الدين، وبداخل كل عينٍ ترى بشدّة وسط الظلام الدَّامس.
يهمس الصوت:
أنت ذو قيمة كبيرة، كُن نفسك فقط . .
وأحبّ ذاتك كيفما كانت وأيِّدها بنصرٍ منك وتمكين فإنّ خالق هذه الأرض،
سوَّاك ليرفعك ويستخلفك فيها . .
خاطبك الله عزّ وجلّ قائلًا:
{وفي أنفسكم أفلا تُبصرون}
لقد خُلقت لسببٍ وحكمة ما، فلا تنسى هذه الغاية يا صديقي . .
واعلم أن استحقاقك المرتفع يأتِ من اتّصالك النَّقي بمصدر هذا الكون،
وأن الحُب الحقيقي هو العشق الإلهي، القبول، الرضا والامتنان الدائم.
إن استشعرت هذه الحقائق ونوَيت أن تُطبّقها وعملت بها؛ قد وصلت للإدراك الحقيقي وعشت اللحظة الكاملة في خوض الحب اللامشروط مع روحك أولًا، ثم الله القابع بداخلك، وباقي المخلوقات على هذا الكون الفسيح.
(دُمت واعيًا، حكيمًا وشاكرًا لعطاءه)
~
غاده حسن
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
راق لي