المقال الأول في السلسلة المفتوحة "فلسطين قضيتي". سأعرض فيها بعض المعلومات التي ستساعد الجيل الحالي في فهم القضية بشكل سليم.


دعونا نبدأ بالأساس، وهم اليهود.

اليهود وبمنتهى البساطة هم متبعو "الدين" اليهودي، الذي من المفترض أنه شريعة سيدنا موسى عليه السلام. سموا أنفسهم اليهود لاعتقادهم أنهم من نسل سكان مملكة يهوذا اللذين بدورهم ينسبون لأسباط (أقارب) بني إسرائيل.

يستوجب الإسلام أن تكون مؤمنا بالأديان السماوية الثلاثة وكتبها التي أنزلها ربنا على رسله، وأيضا أن تكون مؤمنا بأن كل شريعة كانت تتنزل فهي بدورها تكمل سابقتها وتلغيها، إلى أن نزل الإسلام وقال ربنا جل وعلا:


"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"- سورة المائدة (الآية 3)


وبناءً عليه، فإن اليهودية التي أُنزلت على موسى مختلفة تماما عن الشريعة اليهودية المزعومة المتبعة حاليا. اليهودية حُرفت، وعُدِلت بما يناسب أهواء الكهنة مما غير منها بشكل جذري، يكفيك علما أن التوراة الغير محرفة (كتاب الديانة اليهودية) كان مذكور فيها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعني أن يهود موسى كانوا سيتحولون إلى الإسلام وقت بعثة عيسى عليه السلام ومن بعده محمد صلى الله عليه وسلم.


ثانيا: الصهاينة


يعود أصل كلمة صهيوني إلى صهيون وهي أحد ألقاب جبل يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس كما كُتب في الصحائف اليهودية والمسيحية، وهي كلمة تعبر عن أرض الميعاد. وعلى سيرة أرض الميعاد؛ فمن الضروري أن تعرف أن المتدينين من اليهود يعتقدون بأن أرض الميعاد هبة من الله لبني إسرائيل، ولا يصح أن تقوم على يد بني البشر مثل ما فعل بعض اليهود وأنها ستقوم على يد المسيح المنتظر.


فلسطين قضيتي (اليهود Vs الصهاينة)39197038684906780


بدأت الحركة الصهيونية بسبب عدة أحداث جرت ما بين 1890- 1945 ميلاديا، بداية من التوجه المعادي للسامية في روسيا، ومخيمات الأعمال الشاقة التي مارسها النازيون في أوروبا على اليهود، وانتهاء بالمحارق الجماعية لليهود بعد الحرب العالمية الثانية. كل هذه الأحداث جعلت اليهود - بعد ما هربوا لدول شتى- تتنامى عندهم الرغبة في أن يكون عندهم وطن يجمعهم، وكان قد بدأ الترويج لهذه الفكرة - فكرة الدولة اليهودية والصهيونية- على يد ثيودور هرتزل (صاحب الصورة أعلاه) لما كتب ورقة بعنوان "الدولة اليهودية" سنة 1896، إلا أن هذه الأحداث جعلت كل من عارض الفكرة سابقا يرحب بها ويستحسنها.


جدير بالذكر أن فلسطين لم تكن مبتغاهم أو هدفهم المعني بالتحقيق (مما يشير إلى أن خرافة الهيكل ليست صحيحة وهي مجرد غطاء كاذب لتبرير توجه الصهاينة نحو فلسطين)، كانت المقترحات الأولية للتوجه للأرجنتين وبعدها لكينيا، ولكن ارتأى الكيان الصهيوني أن العرب هم الأضعف، واستقر الرأي على اختيار فلسطين. بدأوا الخطوات الفعلية بإنشاء بنك لليهود لتجميع أموال اليهود في مكان واحد، وروجوا لهجرة اليهود لفلسطين لكي تزيد نسبة اليهود في المنطقة مقارنة بنسبة العرب.


منذ بداية مجرد حركات الهجرة، لاحظ الوطن العربي والشعب الفلسطيني بالأخص أن هذه الهجرة تتم بشكل كثيف وغير طبيعي، ورفضوا المزيد من الهجرة إلى أراضيهم، ولأن فلسطين وقتها كانت تحت حكم السلطة الإنجليزية قامت السلطة الإنجليزية بالدعوة شكليا لوقف هجرة اليهود، بينما قامت ثورات في فلسطين ورد عليها اليهود بعمل مليشيات مسلحة بحجة الدفاع عن النفس أمام الثوار العرب الفلسطينيين (مما يعني أنه منذ بداية الأزمة والفلسطينيون ثابتون ولم يبيعوا أراضيهم وأن المعتدي والمغتصب هم الصهاينة).

بعدها أعلنت القوات الإنجليزية انسحابها من فلسطين وقُرر تقسيم فلسطين الى دولتين، واحدة عربية والأخرى يهودية، وفي سنة 1948 أعلن الصهاينة قيام " دولة إسرائيل".


لذلك يجب أن نعي أن أي شخص يمول أو يدعم أو يؤمن أو يرضى بفكرة هذا الكيان فهو صهيوني سواء كان يهوديا أو غير يهودي، وأن هناك يهودا غير راضين أو معترفين بهذا الكيان، وعليه فهم ليسوا صهاينة.

كانت هذه هي البداية لكل الجرائم الإنسانية المرتكبة في حق فلسطين وبعض الجرائم المرتكبة في حق الإسلام.


فلسطين قضيتي (اليهود Vs الصهاينة)7662886711620498




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات همسات| فاطمة وائل

تدوينات ذات صلة