يدفع المواطن العربي الضرائب من أجل عيش كريم لكن العيش الكريم سلب منه لينتفع به من لا حق له فيه.
تعول المشاريع الحكومية التي تتضمن البنية التحتية، أو ما وصفته شخصيا بالنظام المعلق وهو الكهرباء والإنارة والنظام الأرضي، أو تحت الأرض وهو الهيكل الخاص بتطهير المياه وتوزيعها، تعول هذه المشاريع بصفة خاصة على جيب المواطن البسيط الذي يترصده قانون الضرائب ويلزمه بدفعها من أجل تحسين وضعية هذه البنية التي تقع جغرافيا خارج نطاق بيته، كما تترصده الفواتير من جهة أخرى والتي تترصد كل جهاز داخل بيته، فيتقمص العداد دور الاستخبارات وهي فعلا استخبارات لمراقبة الاستهلاك، ليدفع المواطن ثمن قليل من الراحة في منزله خلال ساعات قليلة بعد يوم طويل من العمل من أجل دفع الضرائب والفواتير.
لكن الوضع لا يتحسن عندنا، فبداية من الطرقات وصولا إلى بالوعات الصرف الصحي، تمثل بنية تحتية مهترئة وشوارع لاتنير فيها العواميد إلا متى شاءت كأنها تنام هي الأخرى، فأين الجزية التي يدفعها المواطن من قوته وقوت أبنائه وأين هي المشاريع الإصلاحية التي يضحي من أجلها ذلك المنتمي إلى تلك الرقعة التي تسمى وطنا، كيف سيشعر بالانتماء بعد الآن إذا نهبت الحكومات المتعاقبة عرق جبينه وتعبه المضني .. هذه الحكومة التي تواطأت مع مؤسساتها لأكل الآلاف من جنيهات الشعب بين ضرائب وفواتير وجبايات وهلم جرا.
هكذا هم هؤلاء، يمنون البسطاء بالأحلام السعيدة غداة كل عملية انتخابية، يستحوذون على الكراسي، ثم لا يبقون ولا يذرون، ليبقى المواطن والوطن دائما يلوكان نفس الأزمة ويجترانها مرارا و تكرارا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات