عزيزي المجتمع سعادة شخصين مرتبطين ليست من مهامك وليس لك شأن فيها فالسعادة لا تتقيد بقوانين ومعايير معينة فدع الحياة تستمر واهتم بشؤونك الخاصة
عندما تتقد شرارة الانجذاب الأولى ويدخل الاثنان في مرحلة الانبهار تصبح الحياة وردية بطعم العسل والسكر ويرى كل منهما في الآخر عالما من السعادة والحب.
وبعد أن يبدأ التعلق في إعطاء مفعوله ويتعرف كل منهما على حياة الآخر ينجح كثيرون في المهمة، في حين يصطدم آخرون بواقع يخالف مابنوا عليه أحلامهم.
هذا الواقع هو الفروق الاجتماعية بين كل من الرجل والمرأة وهي معايير شكلية أنشأها المجتمع .. هذا المجتمع الذي يرفض كل ماهو خارج عن عاداته وتقاليده.
الفوارق الاجتماعية والمجتمع
حين نعرف الفوارق الاجتماعية بين الرجل والمرأة فنحن نتحدث عن فارق السن والمستوى الثقافي والتعليمي والمادي وغيرهم وهي فوارق شكلية يعتمدها المجتمع ليقرر- إن جاز القول وهو أبدا لايجوز- إذا كان ارتباط شخصين يتماشى مع معاييره أم لا، فهو ينتقد بل ويحظر ويجرم زواج الرجل من امرأة تكبره سنا ويجرم زواج المرأة من رجل أقل منها علما وثقافة بينما يجيز زواج رجل قارب الثمانين من فتاة من سن أحفاده، كما يجيز زواج فتاة أقل علما وثقافة من رجل متعلم.
وحتى على مستوى المظهر والجمال إما سيقولون هي أجمل منه بكثير أو سيعلقون: كيف أعجب بها؟ إنه وسيم وهي لاتليق به.
أما الزواج من جنسيات أخرى فحدث ولاحرج، فكيف تتزوج شابا من البلد الفلاني وكيف يتزوج فتاة من العرق الفلاني وهاهي مصيبة اللون والعرق، إذ يبدأ الافراد بممارسة العنصرية حالما يصلهم خبر فلان المتزوج بفتاة لون بشرتها مختلف عنهم.
عجيب أمر هذا المجتمع لا يترك أحدا في راحة وكأن السعادة منحصرة في مايحدده من معايير ، في حين أن السعادة ليست في أي مما أوجبه، بل هي قناعة شخصية بين الاثنين لادخل لثالث فيها.
القناعة الشخصية :
هذه القناعة هي نتاج تكوين شخصي وهي تختلف من شخص لآخر حسب المحيط ودرجة الوعي والتحصيل الثقافي، فالبعض يسلك مسلك غيره ويتقيد بتلك المعايير التي أعتبرها وهمية ومزيفة وشكلية إذ يمكن أن يتخلى عن الطرف الآخر حتى رغم نجاح العلاقة خوفا أو تحسبا من نظرات المجتمع وكلام الناس كما يقال بلغة العامة، فتنتهي العلاقة للأسف رغم أن قناعته الشخصية وقلبه يخبره بأن ذلك الشخص مناسب له تماما.
لكن في أحيان أخرى يكون الخوف من المجتمع مجرد حجة وذريعة لإنهاء العلاقة ببساطة.
وكم من سعادة هدمت باسم المجتمع وكم من بيوت كانت ستعمر بالحب والاحترام لم تر النور وتلاشت مثل وهم جميل.
الحب أطهر وأجمل ماخلقه الله فينا وهو لا يعترف بشكل أو جنسية أو سن أو أي شيء على الإطلاق، فلطالما كان حقيقيا سيجلب السعادة.
مالمانع من أن تعيش فتاة سعيدة مع شاب أقل منها علما ومالمضر في أن يتزوج شاب فتاة تكبره ببعض السنوات لطالما أنهما سيعيشان سعيدين ومن قال أن هذان المتكافآن سنا وثقافة سيعيشان في وئام .
إن هذه الفوارق ماهي إلا وهم وعبء وضعه المجتمع على عاتق كل من الارتباط والحب والزواج حتى يزيد الحياة صعوبة وهو يظن أنه يحسن صنعا.
إلى كل أم و أب وإلى كل فرد يمارس طقوس الدغمائية في هذا المجتمع أرجوكم اتركوا الشباب يصنع سعادته ولا تدمروا بقايا الحب في زماننا وإلى كل شاب لم يستطع أن يحب فتاة أحبته بصدق : أرجوك كفى تحججا بالمجتمع... كن صادقا وقل لها أنك لم تحبها يوما.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات