مرة أخرى سأكتب إلى صديقي الخيالي لتداعب عينيه كلماتي ، أقص عليه مشاعري و خضوب أيامي أما اليوم فسأحكي له عن كفاحي.

إلى صديقي :

يوم مشمس أخر ، أشعة تلوح بكل حرية في الأفق ، حرارة تكسر نمط تسلسل الشتاء لتنشئ طفرة مناخية ، أجلس كعادتي أحدق في الكتب بعينين ذابلتين رسمتا بريشة الطموح ، أقلب الصفحة تل و الأخرى ، أناجي قلمي... و ما عسايا أفعل غير ذلك ؟ تالله أني أصنف نفسي ضمن المجاهدين لا بل أكثر من ذلك ! أنا يا صديقي أتشبث بالحياة للمرة المئة بعد الألف ... و ما عسايا أفعل إذا ؟ أنجلس على عتبات المقابر ! بالطبع لا...فإني لأحب إلي اليسر بعد العسر و النجاح بعد الخيبة ، أشتهي الغفوة التي تلي التعب و القهوة بعد العصر و الفوز بعد الخسارة ... أني يا صديقي قررت أن أقطع لمسقبلي ألف وعد وعد و أجرب ألف حيلة و حيلة ... سأضمد جروح اليمين بالشمال و أعود كمحارب لم يغادر ساحة المعركة بل مكث يلملم شتاته عله يظفر بغنيمة المرة القادمة ، هكذا نحن أبناء الحروب نصنع من الأمل حصان نمتطيه لنجوب الدنيا ... أنا يا صديقي أعجبت بالباحثين و الكتاب على حد سواء خلفوا أثرا و ما أعظم من يخلف أثرا ...ما أعظم أن يذكر إسمي في كتب التاريخ القديمة ، تعتريه ذرات الغبار، تنتفض على ذكره الأجيال. إني يا صديقي لا أريد الموت قبل أن أولد .

أنا يا صديقي أكتب عن الأمل لشيء ما في نفسي ، و أظنها المرة الأولى من نوعها لكن تالله هذا ما أشعر به . فلنعتزل تلاوة الأطلال و لعنا للحظ ، يكفينا ما ذهب هباءا من العمر و ما أضعناه نشتكي، فلنصغي للأمل مرة و نناشد الحياة ألف مرة ، و نكن الطفرة .

Douaa

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة