تتحدث التدوينة عن أهمية عيش لحظة الألم التي تصادفنا في حياتنا و لزوم مواجهة هذا الألم لأن عيش و مواجهة الآلام هي التي تصقل الأشخاص و تنتج الأفكار
لماذا يواجه الإنسان الألم الداخلي بعد كل مشكلة ؟
المشاكل لا تزول أبدا ولا تنتهي فالحياة في جوهرها سلسلة غير منتهية من المشاكل وكل نهاية لمعاناة ترشحك لبداية طريق جديدة لكن المعاناة أنواع فهناك الأشد ألما وهناك الأقل ألما، رغم ذلك لابد لنا جميعا من المعاناة فقد يعاني الأثرياء بسبب ثرائهم ويعاني الفقراء بسبب فقرهم ؛
الإنسان يستوجب عليه مواجهة ألم مشكلته وعيش لحظات الألم ومرارته مهما كانت درجاته ومهما كانت لدى الشخص طرق لتخذير مشاكله كالتعرف على رفقة جديدة أو ممارسة رياضة أو نشاط جديد الا أن المواجهة الحاسمة بينك وبين نفسك هي من تحسم المباراة، فالشخص بعد كل خسارة أو مشكلة يحتاج إلى جلسة تخمين بينه وبين نفسه عن سبب هذا الألم الداخلي الذي يوجه له لكمات متتالية دون انقطاع لبطنه ويضع النقاط على الحروف فيتجاوز مايجب تجاوزه ويصلح مايجب إصلاحه ، في هذه المرحلة عليه أن يتحمل المسؤولية لأنه في الأصل هو أحد أطراف هذه المشكلة ومهما كانت الأسباب فلا يجب لوم أي طرف آخر لأنه حاليا هو الوحيد الذي يعيش مرارة الألم ، فالألم الناجم عن لمس موقد النار يعلمك ألا تلمسه مرة أخرى هكذا، فالشعور بالألم يعلمك أن تمتنع عن تكرار فعل الأشياء التي جعلتك تتألم .
يشير بعض المتحدثين التحفيزيين أو صناع الأمل إلى أن الشخص يجب عليه التغلب على ألمه ومشاكله بالتجاوز كممارسة نشاطات جديدة تنسيه الألم وملئ فراغه، إلا أن علماء النفس والباحثين الأخصائيين أقروا غير ذلك واعتبروا أن هذه الحلول هي فقط كمادات لهذا الألم ومصادر للتهرب من الواقعة والحقيقة وأما التجاوز فيكون في آخر مرحلة التخمين الفردية للشخص ، فالشخص إذا لم يعش ألم معاناته ولم يواجهه يجعله يكرر أخطائه أو ربما يدخله في صدمة أخرى و حلقة مفرغة .
عيش الحياة لا يعتمد فقط على أيام السعادة بل يعتمد أيضا على عيش كل اللحظات بحلوها ومرها فعيش لحظات آلامك هي من تصقلك وتعطيك مناعة قوية لمواجهة ماهو قادم وإعادة إنتاج نفسك على النحو الأفضل ، فمواجهة النفس للألم يساعد في معرفة احتمالات الصح من الخطأ ويجعلك تحدد قيمك و تعيد ترتيب أولوياتك في الحياة. .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رائعة ابدعت حقا
برافو... موفقة ان شاء الله
أحسنتي ...كل التوفيق صديقتي الملهمة