العادة هي جزء من حياتنا نقوم بها دون جهد وهي عبارة عن سلوكيات ممكن أن تكون نتيجة عن موروثات شعبية أو عن مفاهيم مجتمعية مألوفة ...
التربية أم الوراثة أقوى في ترسيخ العادة؟
لا شك في أن العادات هي أنماط التفكير أو السلوك المستقر سواء كان واعيا أو غير واع وهي اعتياد النفس على ترتيب خاص مرتبط بالمكان والزمان وقد يكون سبب العادة ثقافيا مثال خاص بالمجتمع الذي يختلف حسب البيئة،
السؤال المطروح هنا أو الإجابة المراد معرفتها، كيف تشكلت هذه العادات؟.
الإنسان هو مجموعة من العادات الهائلة الإرادية و اللاإرادية ، هذه العادات قد تكون تشكلت بسبب التكرار ، فالتكرار هو مصنع العادة وهو تأثير نفسي أو عضوي فيسيولوجي،
يمكن للشخص التفريق بين العادات الإرادية التي يكتسبها بنفسه كطريقة الكلام أو طريقة المشي وهذا يدخل في صناعة الشخصية، أما العادات اللاإرادية فهي التي نشأ عليها وانتقلت إليه دون وعي أو إدراك كموروث.
هناك عادات مؤقتة يمكن أن تتحول إلى دائمة وممكن أن تكون قريبة من الفطرة كحب المرأة للجمال فطرة أما وقوفها أمام المرآة لساعات طويلة فهي غريزة يمكن التقليل منها أو التخلص منها، لبس وخلع الثوب فطرة، وشرب الماء صباحا اختيارية إرادية مؤقتة،
و هناك عادات ظرفية تزول بزوال أسبابها كالحزن مثال أو عادة تخص بلد زرته آخر فترة،
أما عادات الوراثة فتورث عند التنشئة أي يولد عليها الإنسان كمثلا الحقد والعنصرية عند الغرب اتجاه الإسلام والحجاب ثقافة موروثة وراسخة . مورثة أبا عن جد،
لكن يبقى دور العقل هو إدراك وتحليل العادات لإبقاء ماهو مفيد ونافع وتطويره واستبدال العادة السلبية بالإيجابية .
أعظم كسب يمكن تحصيله في صناعة عادات إيجابية هو التربية الصحيحة في مرحلة الطفولة لأن الطفل في سن مبكرة يكون عبارة عن وعاء مفتوح أو تربة خصبة وما يزرع باكرا يصعب تغييره، فما علمتم أولادكم مفهوما خاطئا إلا هدمتم مفهوما صحيحا، ومارسختم في عقولهم بدعة إلا هدمتم سنة،
كما يقول المثل الصيني :
ازرع فكرا تحصد قولا
ازرع قولا تحصد عملا
ازرع عملا تحصد طبعا(خلقا)
ازرع طبعا تحصد مصيرا
البذرة الجيدة لا يطيب محصولها إلا إذا غرست في تربة جيدة، إذن إذا رأينا من اتجاه قوة ترسيخ العادة ككل فالوراثة أقوى وممكن أن تكون سمات التربية من أحد أسس المورثين أما إذا نظرنا من اتجاه صنع العادة الإيجابية فالتربية أقوى وأعظم.
جهيدة زاوي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات