خير الدنيا و الآخرة خمس خصال غنى النفس و كف الأذى و كسب الحلال و لباس التقوى و الثقة بالله تعالى على كل حال

كثير من الناس يظن أن الغنى ليس إلا كثرة المال ومن ليس كذلك فليس من أهل الغنى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس" متفق عليه ،


أتى هذا الحديث العظيم ليصحح المفاهيم ويرسم معالم المنهج المؤدي للغنى الحقيقي فالمتصف بغنى النفس يكون قانعا بما رزقه الله راضيا بقسمه فلا يمد يده لغيره ولا ينظر إلى أيادي الآخرين. غنى النفس هو الغنى النافع وهو الشخص الذي اكتفت نفسه فعزت واستغنت عن المطامع من أجل زيادة رزق ليس برزقه ولم تكتبه الملائكة له في لوحه لقوله تعالى : "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" الآية _6_من سورة هود " فهناك صنف من الناس يملك مالا كثيرا لكنه دائما مهموم ساعيا لزيادة ماله خائفا من الفقر يبخل حتى في الزكاة والصدقة خوفا أن يفقر وتفرغ جيوبه وتمتأل جيوب غيره ، دائما تجده يتطلع إلى أيدي الآخرين غير راض بما بين يديه ، هذا هو فقير النفس فهو من تجده غير مقتنع بقسمه منزوع القناعة وهو من تجده يرتكب كل محرم حتى يغني نفسه ساخط وناقم لرزقه، قال الله تعالى : "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" طه_131_



فقير النفس دائما مايتورط في رذائل وخسائس الأمور لدناءة همته وبخله فيكثر من يذمه من الناس ويصغر قدره فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل فالمرء اذا استغنت نفسه كفت عن المطامع ومن فقرت نفسه وقع في الرذائل،



قد تتعد الطرق المؤدية للغنى المادي لكن سالكها لا يكتفي أو يقف عند حد معين فالوسائل المؤدية للثراء النبوي متعددة ولو كان لابن آدم وديان من ذهب لبحث عن واد ثالث ورابع وخامس وهذا مايسمى بالجشع المادي فلا يملأ عين ابن آدم إلا التراب .



هذا لا يدل على أن يمتنع الناس عن العمل لكسب قوتهم ، لا بل على الإنسان أن يحاول دائما تحقيق غناه بأوجه الكسب الحلال الطيب فكل من قنع بعطاء الله زاده من نعمته وكل من كسب بالحلال بارك الله رزقه، فكم من صاحب مال وفير وخير عظيم رزق القناعة فلا يغش و لا يذل نفسه و لا يمنع زكاة ، فزاده الله مالا وصحة وثباتا لقناعته واجتنابه المعاصي والمحرمات من أجل الترف والثراء ، فلا حرج للمسلم في طلب المال والكسب بطرق مباحة لكن دون مبالغة في سعيه لتحصيله فيضيع الواجبات والفرائض من أجل الزيادة .

جهيدة زاوي


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا جزاك الله خير

إقرأ المزيد من تدوينات جهيدة حسين زاوي

تدوينات ذات صلة