جرب أن تنظر لمشاكلك بعين المحلل لا الناقِِد ربما نهاية الأمر بدأت من قبل البداية

كنت أبحث دائماً عن صديقة طوال السنوات الماضية ,دون أن تصير تلك الصديقة فترة من عُمرى أتذكرها وأتآلم من ذكرياتنا سويَّاً ,كنت حين أن أتعرف على واحده أعتقد أنها أصبحت صديقة عمرى التى عوضنى الله عز وجل بها إلى أن ينتهى بينا المطاف فى خبر كان ,وأُلقى بنفسى مع خيبتى على سريرى الذى طالاما أعتاد على حزنى .


تخرجتُ من الجامعة ووجدتُ نفسى أقع مرة تلو الأخرى فى مشاعر حب سطحية وإعجاب متبادل بينى وبين الطرف الأخر دون إتمام الأمر بعلاقة حقيقية لها حضور وغياب .


أقدمت على العديد من الوظائف التى لم تنفع معى ,كنتُ لا أُكمل حتى شهرٌ واحدٌ حتى أرفع أستقالتى كالذى يرفع راية الأستسلام البيضاء .


بدى ليِّا أن الحظ معاكساً لى وأن الحياة أغلقت بوجهى جميع أبوابها بلا رجعة وليس هناك أمل من الخروج من ذلك المقلب .


إلا أن تدبرت الأية الكريمة فى كتاب الله العزيز من سورة آل عمران الأية 182 (ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ).

قولتُ لنفسى مادمتُ مؤمنة بأن الله عز وجل ليس ظالماً فما الذى قدمته يداى وأقدمت عليه نفسى حتى أبتليتُ بعدم إتمام أمورى هكذا ؟! .


بردت نار روحى بأن الله لم يكنْ ظالماً ليظلم ,ولكن لم يكف عقلى عن التفكير فى الحلقة المفقودة .


أخذتُ أولاً أُفكر فى أمر الصداقة ,مالذى فجَّرَ المسافة بينى وبين جميع من جعلتهم أصدقائى حتى ينفر كل منَّا من الأخر ووجدتُ نفسى أجاوب على تلك الأسئلة بإجابة سميتُها بالإجابه المستفزة _لأن الأمر لم يكن عجيباً_ وأستغربت أن السبب كان عندى ,فاأنا بإختصار كنت الذى يضع فى كوب محبتنا ضعف كمية السكر المطلوبة منى وكنت أتوقع أن الرد على ذلك سيكون مقدار الضعفين أو على الأقل مساوى له فى الشكر والأمتنان وسأصبح بذلك صديقتهن المفضلة ,بخلاف أنِّ قمت معهمن بدور الأخت الكبيرة والأم المربية وفى المقابل هُنَّ كُن لا ينتظرن منى سوى أن أكن صديقة فقط لا غير .


فعلاقتى معهن كانت دائماً إستنكار مواقف وإعطاء أوامر وإنهاء عن فعل أشياء والنصح بفعل أشياء بخلاف أن طوال علاقتى معهن كنتُ لا أرفض لهنَّ طلب حتى وإن كنت غير مستعده له .


أتذكر مرة كنتُ أراجع مادة دراسية إختبارها كان فى صباح الغد ,وكانت إحداهن تُحدثنى على هاتفى المحمول فى بعض مشاكلها التى تُعتبر مشاكل أقل من أن يُقال عليها مُراهقة ,وكنتُ أخشى أن أقول لها إنِّ مشغولة لديِّا إختبار أهم من تلك التفاهات فى الغد ولم يتبقى الكثير من الوقت لكل هذا ,وأكملت معها الحديث وأنا أنظر للوقت وأحسب كم صفحة بقيت من الكتاب للمراجعة دون أن أُبين لها توترى وكأنِّ ليس لى أهمية عند نفسى ؛حينها أدركت الإجابة لماذا يضعك الأخرون فى قائمة الأولويات وأنت لم تكن عند نفسك أولوية !؟.


ذلك كان عجيباً وأفتح فى وجهى العديد من التساؤلات المُلحة ,ووجدت نفسى أفكر فى أمر الإختفاء دون الظهور بأن يوجد إعجاب بينى وبين شخص من الجنس الأخر ولم يعايرنى _حتى فضولاً_ لآى أهتمام عن معرفة شخصيتى لأجد إجابة مُفحمة ترطتم بوجهى .


لم أكن يوماً مُنبهرة بشعرى ولا بلون بشرتى ولا بشكل جسدى بل دائماً كان لديِّا خطة قهرية لم أُراعى بها حتى مشاعرى _كقرار الإزالة الذى يُفرض على المُنشأت دون مراعاة الذكريات التى بُنيت بين جدرانه_ ,أريد أن أفعل هذا وهذا وهذا ولم أتجرأ يوماً للبس الفتيات الجريئ فى بيتى ولا حتى فى غرفتى وكأنِّ منبوذة ,ليس عيباً أن يغير الإنسان من شكله للأحسن ولكن لابد أن يكون ذلك نابعاً من قلبه وحباً لذاته وليس شرطاً لقبول الحب .


حينها أدركت بأن كل من أقترب منِّ أدرك نفورى لنفسى فابكل بساطة حفظ ماء وجه من أن يُرفض فاأختفى بهدوء .


أما عن العمل فاأنا أدركت بأنِّ بذلت مجهوداً كبيراً فى الجامعة لكى أحصل على تقديرٍ عالى ولكنِّ تكاسلت عن بذل مجهود أخر للوصول لهدفى وكأنَّ التقدير الجامعى هو كل شئ ,حتى نسيت من أنا وماذا أحب وتوظفت بشهادة الجامعة كما فُرض عليَّا لتكون النتيجة إستسلام قبل بدء المعركة فى كل مرة .


تحمل جسدى شقاء العمل والخذلان لنفسى ولكنه لم يتحمل آلم فراق حلمى الضائع حتى أرغمنى على الإستقالة فى كل مرة وتكملت السعى فيما أحب لأكون أنا .


مواجهة النفس أحياناً تشبه الصفعة التى تنتظرها من والدك لرسوبك فى امتحانٍ ما ,ولكن هروبك منها بإستمرار سيجعل الأمر يتفاقم وستثير بهروبك غضب والدك أكثر .وحين يمسك بك أنا وأنت|تِ نعلم ...ستكون الصفعة أقوى ؛جرب المواجهة ربما الأمر ينتهى بعقد سلام .








ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف وعي

تدوينات ذات صلة