الوجه الثانى للدفتر والقلم والوهم الحلو لن يعجبوك على الأغلب .

كثيراً ما نستمع فى هذه الفترة عن الأقدار المنطوقة _آى ماتقوله هو قدرك_ إلى الآن لا يوجد جديد فى الأمر ولكن مؤخراً ظهرت الأقدار المكتوبة ,وهنا بالطبع لا أقصد الأقدار التى قدَّرها لنا الله عز وجل ,بل العجب هنا فى أن بعض الفئات التى أنا قطعاً كنت من مؤيديهم ,يقولون لك : أكتب ماشئت أن يحدث سيحدث قطعاً بشرط أن تكتب سيناريو حدوثه ؛لا أخفى عليكم شئ الأمر جذبنى لأنِّ مع الأسفِ كنت فى أمسِّ الحاجة لحدوث معجزةٌ ما لأنِّ كنتُ متعلقة بأمر معين لا أود أن يحدث لى عكسه مطلقاً ؛فأنا حينها برمجت عقلى بأن لا تتقبل حدوث آى أمر مخالف على ذلك .


وقع فى يدى أكثر من فيديو يتحدث عن كتابة وتكرار النوايا بشكل متكرر بطريقة ما وستنجذب إليك النوايا على الفور !

ولم أكذب الخبر وبدأت فى كتاب السيناريو الذى أود أن يحدث معى وأن أنال رغائبى بالطريقة التى أود لا عكس ذلك .


وبما أنِّ مكثت على دفترى بضعة أشهر فى الكتابة وكنت أهتم حينها بكل أمور حياتى وكأن الشئ الذى أنتظر حدوثة قد حدث بالفعل وعقلى الآن خالى من آى تفكير ,وأنا كنت فى الحقيقة أمارس جميع أدوار حياتى وأنا أتخيل اليوم الذى سيحدث فيه هذا الأمر وعقلى شارداً طوال الوقت فى سعادتهِ الغامرة فى وحل الوهم الجميل ,نعم إنه لوهمٌ جميل .


المفاجأة ...بأن الشئ الذى لطالاما أنتظرت حدوثة بلهفةٍ وشوق حدث بنفس الطريقة التى دونتها فى دفترى الأخضر الجميل وتقريباً فى نفس التاريخ ,إلى الآن الأمر سعيد ومبهج ومشجع للبعض ,والبعض الأخر منكم يتسأل إذاً أين المشكلة ؟

المشكلة هنا بأن الوهم الجميل هذا حدث لبضع أيام قليلة فقط والباقى لم يتحقق نبؤتى فيه بشكل حزين جداً بمعنى أدق أهم جزء فى السيناريو لم يتحقق بل بالمقابل حُرمت من هذا الشئ تقريباً تماماً ,الأمر بالضبط كان يشبه الحلم الجميل الذى أنت غارق فيه ورأيت فيه شخصٌ عزيز عليك جداً ,لم تلتقى به منذُ فترة طويلة جداً ,وبدأت بالفعل تقترب منه وعندما كنتُ بالكاد أن تلامسه إذ بك تستيقظ من النوم .


لاأخفى عليكم ماشعرت به حينها ,إحباط إحباااااط كُلى وكل ما أنجزته خلال سنة كاملة من حمية غذائية وجسد ممشوق وبشرة وشعر أصحاء ووظيفة مرموقة ونفسية هادئة كل شئ حرفياً بلا إستثناء خسرته مع كل أسف شديد ,أخذتُ عام كامل فى حالة نفسية سيئة وعقل شارد وكل شئ أفعله بصعوبه حتى البكاء كان بالكاد أن يحدث ؛أُغلقتْ فى وجهى كل الأبواب حينها وكنتُ لا أعرف أين المفر من ما أنا فيه ؛عامٌ كامل تمنيت فيه الموت ولم يحدث .


حينما بدأت أفيق من ما كنت فيه بدأت اسأل ربى كثيراً ,{اللهم إنِّ اؤمن بك ولكنِّ أود أن أعلم حكمة مامررت به لا تدخل فى شئونك ؛بل ليطمئن قلبى ,حتى لا يستضعفنى الشيطان الرجيم ويتدخل فى عقيدتى وثقتى بك ويفسد كل شئ فرحمتك ربى أرجو} .

خِفت أن يتلاعب الشيطان بعلاقتى بربى فيلقى بى فى تهالكة الإعتراض وليعاذو بالله .


سرعان ماأنار الله عز وجل بصيرتى بشئ ما حدث فى البداية كان لايجب أن يحدث ,تدخلت فى شئون لا يجب عليَّا أن أتدخل بها ,أحضرت دفترى الأخضر كما قالوا لى بعض المستشرقين وبدأت فى تدوين نيتى التى أرجو حدوثها بالطريقة التى أود ونسيت أمر مهم جداً ؛هذه ليست مهمتى ,مهمتى هى السعى وليس كتابة أقدارى ,فما حدث معى هو بمثابة إستدراجى للفخ حتى أتعلم من الدرس وإذ فجأةً انسحبت السجادة من أسفلى مرةٌ واحدة وهويت على ظهرى الذى مازال يؤلمنى ولكنِّ بدأت نفسياً أتشافى من صدمتى تلك .


كان الله عزوجل شأنه صريح الرسالة معى ؛بأن أفعلى دورك فقط ,فأنا لا أُخلق لأتشتت وأقوم بعمل دورى ودور إلهى ؛نعم التدوين أمر مهم ولكن تدوين مهامك اليومية ,تدوين مذكراتك ,ممارسة التفريغ الكتابى للخلاص من المشاعر المزعجة وهذا أمر مهم جداً أنصح به بشده ياليتهُ يُدرَّس فى المدارس لأن التوعية بهذا الأمر لا يقل أهمية عن التوعية بخطورة التنمر والعنصرية اللذان هما ركنا لا يتجزأ من التربية فى الإساس وليس دور التوعية الشعبية ولكن ما يحدث هو دليل قاطع على أن التربية فى الأصل كادت أن تنقرض فى مجتمعتنا .


ولكن أعزائى كتابة أقدارك هذا تعدى على بشريتك كإنسان لأن عليك أن تؤمن بقدرك إن كان على هوى النفس أم تخالفه ,لأن هذا تمام الإيمان ؛أما إن شئت شئ أطلبه من ربك وإن قولت بلسانك إن الأمر سيحدث فى المستقبل قدم قبل نطقك بالأمنية المشيئة آى قول : إن شاء الله نويت أنجح ,إن شاء الله هتخرج ,إن شاء الله سأعمل بوظيفة أحلامى ,إن شاء الله سأتزوج من حبيبتى|حبيبى وهكذا .


قال تعالى :{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ } فلا تشغل بالك بكيف ومتى وأين ودعك من الأسباب الدُنيوية ,إن لك رب قدير إذ شاء قال للأمر كن فيكون ,فالأمر متعلق بإلحاح منك بالدعاء وإخلاص فى العبادة والأخذ بالأسباب فالسعى _إن كان الأمر يتطلب منك ذلك_ ,ومشيئة الله عزوجل .


أما إن عارضَّت مشيئة الله عزوجل هواك فحتماً الأمر يتعلق ببصيرة إلاهيه أنت لا تفقه فيها شئ ,وإن وجدك صابراً فهنيئاً لك الأبواب التى ستُفتح لك ,فكل الذين لم تتحقق دعواهم قالوا الحمد لله الذى لم يستجيب لنا.

ألم ينتابك شعور الفضول نحو قصصهم !؟ ,ولكن تلك القصص لاتُروى لأنِّ اؤمن بأن جميعنا لديه قصص كثيرة مع دعواته التى لم تستجاب ,وفالأغلب العوض كان جزء من شخصيتك الهشة القديمة قد بُتر وأنبت شخصٌ جديد بوعى أنضج وأكثر حكمه ,ولديه بُعد نظر فى ماهى الأشياء التى يجب أن يُوارى لها أنتباهُ والأشياء التى يجب أن يتجاوزها ولا يقف عندها كثيراً .

(أستجيب له حتى يستجيب لك)





أية تكتب

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف معتقدات شخصية

تدوينات ذات صلة