"إذا تعبت، تعلَّم أن تأخذ قسطاً من الراحة بدلاً من أن تنسحب.“

ألم تشعر و لو لمرة أنك بحاجة ”لأخذ نفس“ لأنك تعبان و مرهق؟ أو تتمنى أن تقضي بعض الوقت مع نفسك و بعيداً عن كل شيء؟


أتوقع أن المعظم أجاب ب ”نعم“ لأن حياتنا أصبحت سريعة بفضل التقدم الهائل و السريع لتقنيات التواصل الاجتماعي والاتصال و كثرة المعلومات. بالإضافة لتوقعات المجتمع و الأشخاص من حولنا للإنجاز والتقدم المستمر و العمل طويلاً دون توقف. فأصبح مبدأ ”أخذ وقت للراحة“ كأنه شيء غير عادي أو غير طبيعي. و وصل لدرجة أن عقولنا أصبحت لا تستوعب فكرة (break أو وقت للراحة) لأننا نشعر بالخجل أو نوع من الذنب إذا فعلنا ذلك.


و ما ضريبة هذا القرار؟

الوصول لنقطة الانهيار. . . هذه النقطة التي لا يمكن لجسدك وعقلك فِعل شيء غير الاستسلام. عندما تنفذ منك طاقتك، صبرك، تركيزك، قوتك ورغبتك. فلا تستطيع عندها قراءة كلمة واحدة جديدة، ولا رسم صورة جديدة، ولا حتى ممارسة دقيقة أخرى من التمرين. و مع تكرار (نقاط الانهيار) في حياتك تبدأ بالوقوع في حجر القلق، التوتر، الإجهاد، و الضغط العصبي و هنا تبدأ الصحة بالتدهور. و للأسف حينها فقط نبدأ باستيعاب فكرة أن جسدنا ليس ”آلة حديدية“ و نحتاج للراحة بشكل منتظم و بجميع أنواعها: الجسدية، العقلية، الروحية، العاطفية، الاجتماعية و الإبداعية.


و وفقاً لبحث أجرته جامعة هارفارد الأمريكية، فإن ما لا يقل عن ٢٠ دقيقة من التوقف عن العمل وأخذ استراحة يمكن أن يمنع أو يعالج أعراض الإجهاد بنسبة ٥٠% تقريبًا. فيمكنك أخذ وقتاً قصيراً من راحة خلال النهار كقراءة كتاب أو سماع موسيقى لمدة ٥-١٠ دقائق. أو يمكنك الجلوس وتناول كوباً من القهوة أو الشاي دون إرسال رسائل نصية أو التحدث على الهاتف لمدة ٥ دقائق قبل أن تذهب إلى العمل. و أحد الطرق المفضلة لدي للراحة الجسدية و العقلية هو أن تغمض عينيك وتسترخي تدريجيًا لمدة ١٠ دقائق قبل أن تغادر السرير في الصباح وتتأمل لمدة ١٠ دقائق قبل أن تدخل الفراش ليلاً.


فإذا أردت الالتزام بالعمل فالتزم بالراحة كذلك!




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دارين القطب

تدوينات ذات صلة