”تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل.“ و أنت بخير ما دمت تنوي الخير.

لماذا الحديث عن النية؟

النية هي بذرة الأفكار و الأعمال و الأحداث في الواقع الذي نعيشه. فإذا نوى الإنسان على الخير، سيثمر الخير في حياته. و إذا نوى الإنسان على شر، سيثمر الشر في حياته. فالله يعطيك على حسب نيتك، و هذا ملخص الآية الكريمة ”و على نياتكم ترزقون.“


فكل الأفكار، الأعمال، الأحداث و المواقف في حياتنا ما هي إلا انعكاس للنوايا. و إذا تعمقنا أكثر في معنى النية من منظور روحاني، نجد أن النية هي أعمق نقطة في كيان كل إنسان، لأنها تشكل القاعدة و الأساس لصحة الإنسان العقلية و الجسدية. كما تساعدنا على استيعاب معنى الحياة الحقيقي و العيش بوعي و إدراك.


ما قيمة النية؟

يقول محمد صادق المنفلوطي: ”إنّ الله لا يُعامل إلا بالنية ولا يُكتب في سجل الحسنات إلا الأرقام القلبية.“ ولذلك نحن نساوي بالضبط قيمة نوايانا. فإن كانت النوايا عالية وجميلة ومليئة بالحبِّ والسلام، فثق بأن قيمتك ستكون عالية وأن الأمر سيثمر في واقعك بهجة وفرحاً وبركة. وإن كان مجموع نوايانا منخفضاً ومليئاً بالشر والحسد والحقد والتعصب والانغلاق والتكبر والتشاوف، كان ذلك يساوي أيضا قيمتنا.


و ترتكز قيمة و أهمية النية في الحديث النبوي الشريف: ”إنما الأعمال بالنيات.“ فالعمل يبدأ و يتحقق بالنية. و عدم وجود النية يساوي عدم وجود هدف أو طريق للإنسان. على سبيل المثال: إذا شخص يجد أنه غير ناجح في حياته المهنية، فذلك بسبب عدم وجود نية النجاح في حياته. لأن النية تشكل نقطة البداية لأي شيء نسعى للوصول إليه.


و لذلك فمن أخطر أساليب الحياة هو العيش بدون وضع نوايا. و هنا رتّبت ثلاثة خطوات لنبدأ بالعيش مع النوايا:

١) وضع النية: قبل البدأ بأي عمل، فكّر بالنية من هذا العمل و استشعرها في قلبك.

٢) الأخذ بالأسباب: يعني لا تواكل و تنتظر الفرج دون عَمل أو حركة و استمر في فعل الشيء حتى تصل للنتيجة.

٣) الإيمان و القناعة: وضع النية مع الاستشعار بما قسم الله تعالى، ﻷن الرزق بأشكاله هو من عند الله تعالى فهو الذي يهبه وهو الذي يمحقه.


و تذكر أن "نيتك مطيتك (أي هي وسيلة انتقالك)، فإن خيرًا فإلى خير، وإن كانت شرًا فإلى شر."


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أناقة الكلام وعمق الفكر والثقافة العالية التي تمتلكيها كمدونة مزيج إبداعي جميل

إقرأ المزيد من تدوينات دارين القطب

تدوينات ذات صلة