أزمة العلاقات الاجتماعية

هل لاحظت أنك بدأت تُفضل أن تكون بمفردك اليوم أكثر من السنوات الماضية؟

طبيعة البشر كائنات اجتماعية، لذا نقوم بتشكيل علاقات اجتماعية بشكل مستمر ليعكس ذلك حاجتنا الأساسية للانتماء. فنرى كيف نسعى إلى معرفة أشخاص بشكل مستمر في المدرسة، في العمل، في مجتماعتنا، في فِرق الرياضة و في مجتمعات الإنترنت. فتشكل العلاقات الاجتماعية أهم مصادر الدعم الاجتماعي والحماية من تأثير الضغوطات والمشاكل التي يتعرض لها الإنسان في حياته.ولهذا فإنها تعتبر أيضاً من أهم مصادر السعادة التي يحتاجها الإنسان في حياته، ومن خلالها يلبي احتياجاته النفسية والعاطفية والمادية. و يمكن حرمان الأشخاص من تكوين صداقات اجتماعية مدمراً جسدياً و نفسياً لأنه عَكس طبع الإنسان فيشعر و كأنه في عقوبة الحبس الانفرادي.

وكل فرد يسعى لتطوير علاقاته بما يتناسب مع رغباته، سواء كان ذلك بشكل واعٍ أو غير واعٍ، ولكن قد يتعرض البعض للخذلان من أقرب الناس إليه، فيشعر بأن العلاقات الإنسانية تغيرت ولم تعد كما كانت عليه في الماضي، ولهذا يرى كثير من الناس أن متغيرات زمننا انعكست على علاقتنا، ولم تعد كالسابق في قوتها ومتانتها.

و مع مرور أكثر من عام على جائحة فيروس كورونا (التباعد الاجتماعي، الحظر و الحجر المنزلي)، أحدث الوباء تغييراَ جذرياً في طريقة عيش الناس و تفاعلهم الاجتماعي و بدت ظاهرة العزلة أكثر انتشاراً حول العالم مما أدى إلى تزايد كبير في عدد الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الفِكرية (مثل الكآبة، والقلق المستمر والتوتر). و لذلك لا بد من إدراك هذه الظاهرة و التنبه لما يطرأ من تغيرات في الجانب الاجتماعي في حياتنا و الحث على بناء علاقاتنا وأن نصلح ما يحتاج منها إلى إصلاح.

و أهم طريقة هي السعي وراء بناء علاقات جيدة والمحافظة على العلاقات الاجتماعية الإيجابية والداعمة لا سيما داخل الأسرة.

و هنا أشرت لأهم ٧ مهارات مهمة يجب أن نمارسها مع الآخرين للحفاظ على بيئة اجتماعية صحية و أشخاص داعمين في حياتنا:

١. المبادرة واللطف

٢. الاستماع، الاستماع، الاستماع

٣. الحوار و التواصل

٤. التعاطف مع نفسك والآخرين

٥. تقبل الاختلاف

٦. تخطي الخوف من الرفض

٧. الثقة بالآخرين

و أريد أن أنوه على نقطة مهمة و هي أن نؤدي واجباتنا قبل أن نطالب الآخرين بواجباتهم لأن التغيير دائماً يبدأ من داخل كل إنسان أولاً.