”اختاروا كلماتكم كما تختارون ملابسكم فالكلام أيضاً اناقة.“ - نجيب محفوظ

كل يوم، نسمع كلمات، نقرأ كلمات، و نفكر بكلمات. فكلماتنا هي الطريقة الوحيدة لنتواصل مع أنفسنا و مع الأشخاص من حولنا، إما عن طريق التفكير أو رسائل نصية، مكالمات ومحادثات مع الآخرين.


يعني كلماتنا هي حياتنا. . . لأن كلماتنا تؤثر على الواقع الذي نعيشه. إذا فكرت ما هي الكلمات التي ترددها و تسمعها على شكل مستمر، ستلاحظ أنها تشكل نمط تفكيرك و سلوكك و واقعك. إذا حياتك نوعاً ما تعيسة، فانتبه أكثر للكلمات التي ترددها و تسمعها من أخبار، أغاني، و مصطلحات تعبر فيها عن موقف معين. فمثلاً، فكر مع نفسك. . . كيف تبدأ نهارك؟ تصفح مواقع التواصل الاجتماعي و (الايميل)؟ أو سماع أغاني حزينة؟ أو تفكيرك مع نفسك: ”شو هل الصباح“ أو ”أنا تعبان“؟ و خلال النهار، ما هي الكلمات التي تستخدمها: ”مستحيل“، ”ما بقدر“، أو ”في مصيبة واقعة على راسي“ و غيرها من كلمات التذمر، إصدار الشكاوي، و التمارض.


إذا تريد أن تغيير من واقعك و تبدأ باتباع طريقة تفكير سليمة و إيجابية. . . .إبدأ بكلماتك!


الكلام أمانة كبيرة و الكلمة مسؤولية عظيمة.


و لكن للأسف نتساهل بالكلام مع أنفسنا و مع الآخرين. و نغض النظر على حقيقة مهمة: أن كل كلمة تشع طاقة!


”تستهين بكلمة قبيحة، ترمي بها على أحدهم. .

تستخفها من باب المزاح، أو تستصغرها على سبيل العتاب. .

دون أن تلاحظ الكدمة التي تركها ارتطامها بقلبه. .

دون أن تنتبه للخدش الذي سببته مفردتك المُسننة“


فكّر مع نفسك: هل سمعت كلمة حلوة أو محفزة من شخص و ما زلت تتذكرها و تتأثر فيها؟


يعني كل كلمة تحمل طاقة نامية تؤثر على أفكارنا ومشاعرنا و نمط تفكيرنا. و هناك دراسات عديدة أثبتت أن الكلام الطيب الذي يسمعه الإنسان يمنحه نظام مناعة أعلى. و بين الله تعالى أهمية الكلمة الطيبة الحلوة و أثرها المستمر في قوله ”ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.“


و أكّد رسول الله أهمية الكلمة الطيبة في قوله ”الكلمة الطيبة صدقة“ و هو ما ذكره سيدنا المسيح في قوله ”ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان“. فما أخطر ان يصوم الفم عن الطعام بينما لا يصوم اللسان عن الأخطاء من خلال جرح شعور الآخرين، الشماتة، الكذب، الافتراء، الإهانة، و التشهير.


أناقة الإنسان تبدأ بأناقة الكلام. . . درّب نفسك على أن تكون كلماتك صحيحة، قليلة، و لطيفة.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

فعلاً أناقة الإنسان تبدأ بأناقة الكلام.، لقد أفادني المقال جداً، بوركتِ

إقرأ المزيد من تدوينات دارين القطب

تدوينات ذات صلة