كم مرّة سمعت جملة: "لا تأخذ الأمور على محمل شخصي؟"

سألني أحدهم مؤخرًا، دارين لماذا تآخذي كل شيء على محمل شخصي.


ففكرت مع نفسي. . .


لماذا أنا مكرسة للغاية لمهنتي؟


لماذا أهتم كثيرًا بعائلتي و الأشخاص المقربين لي؟


لماذا أريد أن يكون كل ما ينعكس للعالم مني هو أفضل ما لدي؟


و كانت إجابتي بسيطة: لأن هذا (شخصي) بالنسبة لي. و هنا لا أعني أخذ الأمور بحساسية عالية لتتحول إلى معاناة نفسية و اجتماعية. بالعكس، أنا أقصد أخذ الأمور (شخصي) لأي شيء له قيمة عالية و مهم في حياتي. فمعنى كلمة (شخصي) في ذهني يرتبط بالأمور المهمة جداً فلا أتساهل بها و أكرس وقتي، تفكيري، و جهدي لتكون على أتمم وجه. للبعض قد تكمن القيمة في الوظيفة أو الدائرة الاجتماعية، و للبعض الآخر تكمن القيمة في الصحة و المَظهر و المُمتلكات الشخصية.


فرسالتي اليوم: خذ عملك على محمل شخصي. خذ اسمك الجيد (سُمعتك) على محمل شخصي. خذ موهبتك على محمل شخصي. خذ خدمتك للآخرين شخصيًا. و خذ حياتك على محمل شخصي.


نحن نعيش في عالم مضطرب. نعم، نهتم بالأشياء المفقودة في حياتنا بدلاً من التركيز على الأشياء الموجودة. نهتم بآراء الآخرين و لا نهتم برأينا الشخصي، و نحاول دفن مشاعرنا حتى انقسمنا إلى فريقين: فريق حساس جداً و فريق عديم الاحساس. و اليوم نستهتر بكلمة (شخصي) و نربطها بمعنى الحساسية و عدم الثقة بالنفس. فإن قلت لأحد ”لماذا تأخد الأمر شخصي؟“ عادة ما تكون ردة الفِعل مليئة بالمُبررات لأن الكبرياء المُزيف (أو Ego) لن يسمح لعقل الشخص أن يستقبل هذه الإهانة الخفية (الحساسية و الضُعف) المرتبطة بكلمة (شخصي).


فإن غيّرت معنى الكلمة في قاموس ذهنك (ليرتبط أكثر بالقيمة التي تجد نفسك فيها) و ذكّرت نفسك أنك لست بحاجة إلى موافقة أي شخص ستكون ردة فعلك مختلفة و الأفضل لك. و طبعاً تحسين ثقتك بنفسك والتواصل بحزم هما مفتاح القدرة على التوقف عن أخذ الأمور على محمل الحساسية الشخصية.


لا تأخذ كل شيء على محمل الجد. ضع بعض الأمور على قيد ”الأرشفة“، و قليل منها على قيد الاهتمام، و الكثير منها على قيد الإهمال. فالحياة فعلاً قصيرة!





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دارين القطب

تدوينات ذات صلة