غياب شخص واحد فقط ممن يميزهم قلبك كفيل باغراقك في ظلام الوحدة وان كان حولك مئات الناس، يجعلك تحيا ما يعرف بالوحدة الكاذبة.
إلى متى؟ إلى متى سيظل قلبي يحترق على إثر شوقي إليك.. كنت آخر من يفهمني ويقدر على فك شفرتي.. كل صعب كان في غاية السهولة بين يديك.. قلبك ناعم كالقطن وجميل كزهور الأقحوان.. أحبك بشدة واشتاق إليك بشدة أكبر.. يبكي قلبي دما كل ليلة لم يتسن له أن يراك فيها.. اليوم قد رأيتك في منامي.. لمست يدك وشعرت بأنفاسك حولي.. لكنني استيقظت فلم أجدك إلى جواري.. كنت ملجأي الوحيد في أوقات حزني.. ومهربا لي من الدنيا كلها.. عندما أرى ابتسامتك يضحك قلبي.. مازال صوتك ورنات ضحكتك عالقة بذهني.. لم يمهلنا الزمان قدرا كاف من وجودنا سويا.. تركتني في أشد احتياجي إليك.. انسحبت بدون وداع.. امقت فكره أنك لن تتمكن من العودة إلي.. لن تقدر على مساندتي وإخراجي من أشد الحزن لأشد الفرح.. مازلت مؤمنة أني سأستيقظ من هذا الكابوس وسأذهب إليك فأجدك في انتظاري..
أنني وحيد بدونك.. وحيد ذابل كورقة شجر في الخريف.. سقطت من غصنها وجفت.. دهسها وحطمها كل المارة بلا إشفاق أو اكتراث.. اكره ضعفي بدونك وأكره الدنيا بلا وجودك.. لم تغب عن عقلي للحظة رغم غياب وجودك عن دنيانا لسنين.. سنين كريهة مظلمة ظالمة مؤلمة.. كل ما فيها مزيف غير حقيقي..
كل تلك كلمات صادقة كتبها قلب ولم تكتبها يد.. كتبت في رسالة لم يحالفها الحظ لترسل.. فالمرسل إليه ما عاد بيننا.. رغم سكناه لقلوبنا.. يقال دائما أن الوقت كفيل بمداواة الجروح فلما لم يستطع مداواة جرح كاتب الرسالة!
الألم والاشتياق يزيدان كل يوم وكل ثانية منذ الرحيل بالكاد استطاع أن يعتاده فصار يبكي في صمت بدون صراخ أو تأوه.
نكذب فنقول إن ما يعذبنا هو شعورنا بالوحدة. فأناس كثر يملئون أرجاء حياتنا.. في الحقيقة غياب ذلك العزيز عن دنيانا هو ما يدمي قلوبنا.. غيابه من يولد فينا الشعور بالوحدة رغم ازدحام الوسط..
وحده تخشاها وانت تحياها.. تخاف سماع صوت عقلك الذي يذكرك أن ممن تنتظر قدومه لن يأتي.. لن يأتي. لذا تغرق نفسك في وسطهم.. رغم إيمانك أنك غير مرغوب.. وأن جميعهم ينتظرون أوان رحيلك.. يغمرونك كلمات وجمل تفيض باللباقة يكادون يوهمونك بها أنهم محبون لك وأنهم متعلقون بوجودك لكنك فالواقع غير أساسي في حياة فرد منهم حتى!
إن غبت لن يلحظوا وإن بقيت فلا تأثير لوجودك.. كأنك ورقة مزخرفة قديمة في درج الذكريات المندثر تحت غبار الزمن.. يسعدون عن رؤيتك لكن لا يأبهون بوجودها وان فقدت لن يلحظوا ذلك. لكن لا تحزن.. فقد قرب أوان الرحيل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات