الكتابة حرية، عالم يأخذك بداخله.. يحتضنك ويعطيك الثقة بنفسك.. رافق قلمك فهو خير رفيق لدرب الحياة. عام من الكتابة في ملهم.
عندما يكون الخيال حراً وأنت تسبح وسطه بكل راحة واستمتاع.. عندما ينصت لك شخص بدون حد أو شرط فتفضي كل ما يختلج صدرك وتأخذ نفساً عميقا بعدها يعود الإطمئنان لروحك.. شعور كأن تتابع حبات المطر وهي تتساقط خالقةً إيقاع موسيقي على نافذتك فتأخذك الحماسة لتفتح تلك النافذة وتمد يدك منها.. لكل قطرة تمس يدك معنى خاص وشعور مختلف.. تشعر بالحرية.. بالاستقلال بالراحة والطاقة.. حينها ترغب في تحقيق كل ما تحلم به..أتعرف نسمات الهواء الباردة التي تسبب فرحة طفولية بداخلك أثناء متابعة المطر.. من منا لا يعرف جمال هذه الأشياء؟ من منا لم يجرب أن يلهو ويلعب على رمال الشاطئ في إجازة صيفية مثلاً.. من لم يحب أن يأكل غزل البنات أو حلوى القطن، من لا يحب أن يلهو بمدينة الألعاب وأن يصرخ فيها بكل قوته ويضحك حتى تؤلمه بطنه.. أفعال طفولية نحبها جميعاً تشعرنا بالرغبة في مداومة الحياة وتحقيق أحلامنا.. حينها تشعر وكأن دنياك الصغيرة تسع العالم أجمع وأن كل الفرحة والطاقة تجمعت بقلبك.. تنسى في ذلك الحين أي حزن وأي تعب أو إرهاق.. تشعر وكأن الزمان قد توقف عند تلك اللحظة وترغب في ابديتها وألا تنتهي مهما طالت..
كذلك أرى الكتابة، تمنحني الطاقة تشعرني بالحرية تزيد من راحتي وطمأنينتي.. أستطيع أن أخبر قلمي بهمي فسياندني ويربت على قلبي يمنحني حلولاً ولا يكل من مرافقتي.. أعترف أنه في بعض الأحيان قد يخذلني عندما أرغب في الحديث إليه ولا يرغب هو بذلك فيتجمد الحبر فيه ويصمت صمتا يكاد يصيبني بالجنون فأظل ممسكاً به فوق الأوراق ناصعة البياض التي لم يخط بها خطٌ واحد فقط يكسر حدة نورها الأبيض.. يحزنني صمته وعدم رغبته في الحديث إليّ .. لكنه لا يتركني بمنتصف الطريق أبداً فإنه يفعل ذلك بي لرغبته في اهتمام أكثر، أن أتحدث معه أكثر وأن أمنحه إذن الدخول للخيال والكلام بكل حرية.. أن أجعله يقول كل ما يحلو له دون قيود ..
أحياناً يرسمني بكلماته كأنه يريني نفسي في المرأة يصارحني بمزاياي وعيوبي فيمنحني ذلك الأمان وأبدأ في إخباره بهمي، أعلمه بما لا أستطيع قوله لغيره.. يستمع ألي للنهاية ثم يعطني النصيحة المناسبة .. قلمي خير رفيق لي، خير أنيس وصديق بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. يصبح مرآتي أعرف به كيف أبدو بدون تجميل أو كذب أو أي شيء قد يشوب الصورة الأصلية..
الكتابة حرية وكل من يكتب يعرف ذلك جيداً يعرف أن القلم يمنحه ما يستحيل أن يجده في أي بشري.. " حسن الاستماع، الصدق والصداقة، الطمأنينة"
عندما أحزن أكتب.. عندما أضجر أكتب.. عندما أفرح وعندما أضحك.. في وقت الراحة وبين ضغط الأعمال والدراسة وأعباء الحياة اليومية ، أكتب بالنهار وبالمساء.. أكتب في كل مكان.. أكتب لأشعر بالراحة أكتب لأرى نفسي.
اليوم يكون قد مر عام كامل على نشري لأولى مقالاتي على مدونتي بمنصة ملهم.. عامٌ مليء بالأحداث بالنسبة للجميع ليس بالنسبة لي فقط.. لكنني تمكنت من نشر خمسةٍ وثلاثين مقال فيه.. هذا ما نشر فقط وما كتب أكثر بكثير.. مواضيعهم متنوعه لأظن أن أحدهم يشبه الآخر.. العنصرية ،الوباء ،الرغبة في اختراع إكسير يطيل العمر ، التصرف كالطفل أو كالشاب أو الشيخ الذي يفعله كل منا حسب الموقف الذي يواجهه ، الرضا عن الذات والسعادة، منع الشباب من التفكير ، تشتت العقل وتشوشه ، ما نحب وما نكره ما نرى نفسنا عليه وما هي حقيقتنا والكثير من المواضيع الأخرى التي كُتبت و وُجدت أثناء عام واحد فقط..
مازلت أمتلك نفس الأحلام وأشعر بنفس الحماس الذي شعرت به أول مرة حينما نشر أول مقال لي.. مازلت أطمح للمزيد وأثق أنني سأصل إليه حتما مهما كانت صعوبته.. فنشر مقالٍ لي كان أحد أحلامي التي حققتها خمسٍ وثلاثين مرة وها أنا مستمر في تحقيقه.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
عبرتى عن كل كاتب ملهم رائعة وبالتوفيق دائما
أحسنت التعبير في كل حرف ، ..
فقد كتبتي جزءاً كبيراً مما يدور في خاطري حول مرافقة القلم والكتابة ولاشك فيما كتبتيه فقد اصبتِ الهدف ، جزاكِ الله خيراً وأمدكِ بالقوة والشغف للاستمرار والتقدم نحو الافضل في طريقك .
🤎🤎
وانا اقراء هذة المقال شعرت بتلك الرعشة التى حدث لي قبل عامين عندما شاركت في احد المسابقات كتابة القصة القصيرة وفزت بالمسابقة وكانت اول خطوة لي في طريقة الكتابة واجتزتها بنجاح
شكر لانك اعدتي لي نفسك الاحساس مرة اخرى عن طريقة هذة المقالة الملهمة حفظ الله ومذيد من التقدم داليا احمد