العقل هو الآلة الأكثر تعقيداً في تاريخ البشرية وهو ما يجعل من الأنسان إنساناً فماذا إن لم يكن موجوداً!!؟

اليوم سنقوم بشيء مختلف قليلاً عن عادتنا.. في كل مرة أكتب أنا وتقرأ أنت، ماذا لو قمنا بتبادل الأماكن وكتبت أنت وقرأت أنا..؟

في البداية سأرجو منك أن تغمض عينيك وتطلق لخيالك العنان وترى ما سأصفه لك..

عالم مسالم لأقصى درجة ممكنة.. بلا صراع على السلطة فيه وفرة في الغذاء والطاقة.. بلا تنافس وبلا حقد.. بلا حروب أو أسلحة مدمرة.. لا يوجد شجار حتى وإن كان في أصغر صوره كشجارك أنت وأخيك على الريموت أو قطعة الحلوى الأخيرة مثلاً!

هدوء لأقصى حد ممكن.. لا بل أنه اخترق ذلك الحد وأكثر.. عالم تحيا فيه بأقل جهد مبذول.. لست في حاجة للأهداف أو الطموح فلا يوجد منافسة! لست بحاجة للراحة فأنت لم تجهد من الأساس! كل شيء ذو قالب واحد كل شيء رتيب وكل شيء مفتقد لأهميته.. كل ما تفعله هو أنك تأكل وتشرب لتحمي حياتك من فنائها ولكن لما تحمها؟ فما الفائدة من ذلك؟ لا شيء!

طبقا كما تحيا الأنعام حياتها.. بل إنها أفضل حالاً فهي تعرف أنها خلقت لتكون مسخرة لك فمنها ما يؤكل أو ينتفع به مباشرةً ومنها ماهو ذو منافع غير مباشرة لكنها مؤثرة وفي غاية الأهمية منذ أن خلق الله البشر وسخرها لهم.

ذلك العالم المستسلم لا المسالم لا يلائم الطبيعة البشرية لسبب غاية في البساطة؛ هو أننا وهبنا عقلاً!

تلك الآلة التي لا يمكن تكرارها على يد بشرية مهما كانت الظروف.. كتلة عصبية رخوة تقدر كثافتها ووزنها بكيلوجرام واحد فقط تقريباً هي ما تجعل منك إنساناً.. تمنحك معنى وهدف لحياتك.. قد تخذلك أحياناً أو تخدعك وتضلك أحياناً أخرى.. لكنها ستظل أهم ما فيك.. طبيعتها الغامضة رغم كل هذا التقدم العلمي التي وصلت إليه البشرية هو ما يضفي عليها هذا البريق والجاذبية.

وهبنا عقلاً قام بتكريمنا ورفع من قيمتنا.. لكن استخدامه في ما يزيد من رفعة الإنسان هو السبيل الوحيد لأستمرار مكانته العليا فرغم كل عظمته هذه إلا إنه سلاح ذو حدين.. حتى إنه قد يتسبب في تدمير ذاته في يوم من الأيام!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة