العنصرية صفة بغيضة مستأثرة على معظم أفعال الطبيعة البشرية لا يوجد غير شيء واحد فقط في هذه الدنيا الذي لا يمكنه أن يكون عنصريا.. فما هو؟
في هذه الفترة من العام ينشغل العلم أجمع بقضية واحدة وهي "العنصرية"التي قد اشتعل فتيلها بسبب مقتل المواطن الأمريكي (جورج فلويد) ذو البشرة السوداء على يد مجموعة من رجال الشرطة ذوي البشرة البيضاء فاندلعت من بعد مقتله إضرابات واحتجاجات عده بجميع أنحاء الولايات الأمريكية وحدثت كذلك حالات سلب ونهب في الشوارع فأصاب الناس الهلع..
أصبحت الشوارع في نيويورك ولاس فيغاس وكاليفورنيا تتشابه مع شوارع القاهرة والتونس والجزائر العاصمة عندما مروا بأحداث اضطرابات مماثلة.. وأصبحت الشرطة الأمريكية قمعية وعنيفة كتلك الموجودة في دول العالم الثالث "المتخلفة ".. انهارت شعارات المساواة الزائفة التي كانت تخبئ وراءها الكثير من الكره والعنصرية تجاه ذوو البشرة السوداء في دولة لطالما تنكرت في رداء النموذج المثالي للدولة الحديثة ذات الشعب المتمتع بالحرية والمساواة..
لم تقف الاضطرابات عند حدود الولايات الأمريكية فقط بل خرجت عن أسوارها هاربة إلى الدول الأوروبية فاندلعت المظاهرات احتجاجا على مقتل "فلويد" في بريطانيا وغيرها من الدول..
لكن هل ظهرت العنصرية -في العالم عامة وأمريكا خاصة- وليدة اللحظة؟ قطعا لا.. العنصرية موجودة في شتى بقاع الأرض وقد خلقت مع البشر ونمت معهم بالرغم من ادعائهم التحضر والتخلص منها..
وليست العنصرية تجاه ذوي البشرة السمراء فقط.. بل تجاه النساء أيضا فيمنعن من ممارسة حياتهن الطبيعية أو التمتع بأحد حقوقهن لمجرد اختلافهن عن الرجال.. وكذلك العنصرية تجاه الفقراء فيحرمون من حقهم في العلاج والتشبث بالحياة لأن الأغنياء سيلقون أموالهم مقابل تلك الحياة..
شيء واحد فقط في هذه الدنيا ليس عنصريا.."الموت" وأداته الحالية فايروس كورونا المستجد.. هو فقط من يساوي بين البشر على الرغم من اختلافهم.. فإذا حضر الموت لا يفضل الأبيض عن الأسود ولا الرجل عن المرأة ولا الغني عن الفقير.. جميعهم أمام الموت مجرد فريسة سهلة المنال.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات