حاولت كثيرا أن أجدك.. حاربتك وحاربت من أجلك.. لكن يبدو أنني سأغيب عن الدنيا قبل أن أجتمع بك مرة أخرى فكتبت لك هذه الرسالة يا..نفسي

أبحث عن نفسي كأنها إبرة في كومة قش!

لكنني رغم ذلك أقسمت على البحث حتى آخر قطرة في دمي.. وآخر دمعة تقدر عيناي على ذرفها.. أتخبط وسأتخبط أكثر .. ستزداد معاناتي.. سيحترق قلبي.. أعلم كل ذلك.. لكنني أقسمت أنني لن أستسلم.. لن أرفع علمي الأبيض معلنا الاستلام.. بل سأرفعه معلنا السلام.. السلام الذي سيعم جسدي وكل أجزائي عندما أجد نفسي حينها فقط ستتوقف هذه الحرب.


قد يقولوا عني أخرق أو معتوه.. فأي إنسان سوي ذاك الذي يدخل حربا وحده؟!

بالفعل أنا وحدي ولطالما تأذيت من وحدتي صباح مساء بدون رفيق أو أنيس.. بالفعل ذلك مؤلم.. يؤلم قلبي أحيانا ويحرق روحي أحيانا أخرى.. لكنني مازلت أتنفس.. رغم إيلامه لي إلا أنه الحقيقة الوحيدة الباقية في حياتي.. اتضح أن كل ما دون هذه الوحدة هو سراب.. يتبخر بمجرد الوصول إليه..

عايشت الكثير من المشاعر.. وحييت أحداث كثر.. لكنني لم أصادف ما هو أصدق من وحدتي.


تعلمت من وحدتي أن أكون كالهواء في حياة من حولي.. أن أكون نسمة رقيقة كنسمات صباح يوم ربيعي لطيف.. أبث الطاقة والفرحة في نفس كل من إحتاج إلى ذلك.. لكنني في نفس الوقت نسمة صامتة.. تأثيري لحظي.. ربما لن يدركوه كاملا لكنهم فرحوا به وهنا يكمن الهدف.. وها قد حققته..


تعلمت منها أنني رغم سيطرتها علي إلا أنني يمكنني أن أغضب.. يمكنني أن أثور يمكنني أن أصبح ريح ذات صفير مرعب يهابه الكبير قبل الصغير.. ريح تقلب وتبعثر وتتخبط.. ريح لا يعود بعدها شيء كسابقه.. تعلمت أن أكون هواء.. غير مرئي.. بلا هيئة.. في معظم الأحيان ألتزم الصمت إن لم يستعدي الأمر إصدار صوتي..


أن أصبح ذات تأثير في كل مكان أدلف إليه.. وفي نفس كل من أدخل إلى حياته.. تأثير يلحظونه حتى وإن كان ذلك بشكل غير إرادي..

لكنني أعترف.. أنا حزين حقا.. كأن الخريف قد حل في قلبي بدلا من الربيع الذي ننتظره عقب كل شتاء..

وحدتي ليست سبب حزني.. فقد ألفتها وأصبحت رفيقة دربي.. سبب حزني هو أنني أحارب.. حتى مع نفسي ولنفسي.. لقد أرهقت حقا.. استنفذت كل طاقتي.. أحارب لأنتصر.. لكنني الخاسر الوحيد حتى الآن..


ربما تقلب الموازين في لحظة..

ربما يتغير الظلام المغطي لعيناي..

ربما استطيع الإنتصار في النهاية..

وربما قاربت نهايتي على البداية..

إن كان هذا هو الحادث فلي طلب منك.. رجاء واحد فقط.. أن ترسل هذه الرسالة إلى نفسي إن لاقيتها ولم أكن موجودا حينها.. إن غابت روحي عن أرض الدنيا أريد أن تعرف نفسي أنني حاربت كثيرا لأجدها.. حاربت حتى أنهكت..

لكنني لم استسلم أبدا..

ولن استسلم مادمت ذا وجود وأنفاسي مستمرة..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة