بين التمني و الواقع نقص في المبادئ و شح كبير في اللطافة . ليت و لكن هناك الواقع.
إن التجاوز ، التعامي و المغفرة لا ينقذون الحب ، بل هو ضحية يسيل دمها ولو كان النزيف بالقطرة إن لم يعوض ستموت ببرود بعد أن بدأت بشغف هائج ، و إن للبداية و النهاية جنون، الأول يخدرك حتى تثمل و تنسى كل شيء ،حتى نفسك تظنها حرة و آخر أخير يفرغ عليك الماء البارد و الثلج حتى تستيقظ فزعا متذكرا بكرى آلامك و تعود لتسجن من جديد مع شماتة الذكريات لك.
الكلام الذي نقوله بألستنا و لا نستطيع إرجاعه ليته يرحل من قلوبنا بنفس الطريقة و تفك عن حناجرنا الخنقة فإننا من كثرة الضغط يكاد جسمنا يصنع لأنفه أنوف حتى يعتق .ثم إن الكلام نفسه بلا جدوى لمن يقال. لأنك و أنت قائل لمن اخترته: " ها قلبي هاهنا ضمه" تنهال عليه السهام! ما نفع أن تقول لطاعنك عمدا إنك آلمتني؟ فما أراد بأذيتك غير الأذية ؟ إن البشر يفرق بين البحر و السماء ، أسمعت بمن ينتظر من السماء أن يركبها الموج ؟ لكنك عذرتهم لتشابه الزرقة تغابيا و ما عذرت قلبك من الخذلان غباءا. حتى من الأسف استشهد ، و إن قدم اعتذار فأين منه القلب الدامع و النظر الخاشع ؟ و الندم بقي لذوي المبادئ ، و ليتنهم ندموا على ما قدموا ! لكن تملكهم الإحراج كثيرا لقلته تعففا . أما لأنفسهم فما كان لهم إلا أن يشفقوا عليها ، و كانت الشفقة في حياتهم قدر مكتوب على جبينهم ، يشفقون على من عاداهم فيحسنوا له ثم يشفقون بعدها على أنفسهم وسوء الرد و يضموها .و بالشفقة عرفوا السلام في دنياهم و عاشوها بالأمن في قلوبهم .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات