يغدو القلب متخبطا بين آلام واقعيا و أخرى وهمية ، و بينهما عليه أن يحرس على أن لا يفقد أشلاءا منه سهوا سدا لا تجددهم دموع و لا ترممهم سنين

قلبي لم يعد عاصفا مشوشا بغضب ، هو محب الآن و عاشق لانعكاسه و للحياة لكن دون عجقة فراشات و لا رجفة حماس ، هو مطمئن هادئ غارق في سلام اضطراري يرفض بعده شوشرة ، كغرفة واسعة بل كساحة رياض في غابة ، و كل جدار هو نافدة بلا شباك و لا أبواب مغلقة يأتي هواء مندفع من كل اتجاه و يأتي معه مشاعر العالم المحيط لكن قبل الدخول يتباطئ الصخب و القوة كتباطى السائق قرب مراقبي السرعة يتعانق الغرباء عن الروح في الوسط بهدوء ،ثم تأخد كل ذكرى مكانها في الرفوف و تذهب المشاكل إلى مكتب المدير ، تتسرب أحيانا أسراب طيور تستعرض رقصات في الهواء مدندنة ثم تذهب في حال سبيلها معتنقة حريتها ،يراها قلبي فيتذكر سجنا قد اختاره لنفسه ، فنفى صفاءه في جزيرة الاحتمالات و سار يتخبط في الوهم و يصارع خياله إلى أن اقتدى بها فعانق الحرية بعد أن كان أسير التفاصيل المرهقة، بمن ظن و ماذا يظن ، من نوى و من عزم، من صدق و من أثم . و ها هو الآن جوه معتدل مطمئن عاد إلى سلطة مملكته مرفوع الرأس و قد أراح الجيوش من خدمتهم بعد فقده الرغبة في المجابهات العقيمة ، و عدل مجالسه على أساس أن تكون روحه و مصلحة خلاياه العصبية و أعضاء جسمه و كذى راحة باله الشغل الشاغل للجميع .

قد أيقن أخيرا أن تكديس الأوراق في الرفوف ، و الاختباء من المشاعر في الجحور ، ليس إلا تكديسا لقنابل و اختباء من انفجارات محتومة ، و ستغدوا الروح بعدها هيروشيما أخرى متصحرة الحياة ، لن تثمر إلى بعد سنين جوفاء ، في سبيل ماذا ؟ و من يستحق أن تكسر عزيمة ، و تطفأ حياة إنسان حتى ينتهك صحة جسده الذي يعمل من أجله كل ثانية . على المرء أن يختر معاركه جيدا و حتى في تلك اللاتي تستحق لا يجب أن يفقد نفسه و هو يحاول ، لا يدوم للروح إلا انعكاسها ، و كل العكاكيز البشرية ستتعب من حمل و تحمل جسد متآكل لا يتحمل حتى نفسه حتى ولو بدافع الشفقة. يرى العالم مشاعرنا حول ذواتنا و يتعامل معنا على ذالك الأساس الحب للحب و السلام للسلام ، دمنا مطمئنين .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء عبدوسي

تدوينات ذات صلة