تراك ها هنا نفسك ،عينك و ذاتك ،تظهر الروح داخلك تريك مغتالك بعد أن سجن الجميع، أنت

يحدث أن تقابل نفسك في المرآة صدفة فتبتهج للقائها ، و تسرح في ملامحك ،. عيونك و ما حمل السواد تحتها من ليال سهر ثم تجذبك التجاعيد قربها ، وديان حفرتها ضحكاتك العميقة ، و تشتغل ذاكرتك فجأة لرؤيتك النذبات ، فتعود على حمار أعرج الى الذكرى تراها قد نال الغبار منها ، تمسحها ثم تشتغل و تفعل مهعا مشاعرك ، ينهال عليك الحنين بالقبل ، فتارة تبتسم و أخرى تتنهد . هناك حولك صناديق كثيرة غلفها الغبار ، لمست قفل إحداها بالخطئ ففرت منها ذكريات كثيرة ، تتقافز حولك ، لا أنت قادر على كبح نفسك من رؤيتها و لا أنت بمتعرف عليها ، جميعها تبدو مألوفة ، قفزت إلى قلبك أحدهم و خطفت من قلبك مشاعرا و هربت ،شريط زهري عريض خرج من صدرك وراح يتناتر في الهواء ، و يراقص الذكريات ، صدعت بالمشهد و جلست أرضا تلتقط أنفاسك، عندما قررت أن تهدأ ، هدأ من حولك ، فإنك لست في غربة ، بل داخل وجدانك ، و انت من تحرك خيوط عقلك الذي تجلس فيه الآن . بدأت الأمور تتضح ، فأخدت ترتحل من ذكرى إلى أخرى تتألم ثم تحيا . رفعت عيناك فجأة إلى المرآة مرة أخرى ، نظرة خرجت بها من داخلك ، لتتأمل نفسك مرة أخرى ، ذات أخرى ، مزيج عتيق من كل ما مضى ، كتحفة فنية عريقة ، ملونة قد تملك منها بعض الصدإ من الداخل و هي تراب ، نعم ، لأن الخيبة غريبة عن تربة خصبة تثمر الحياة ، التربة لا تصدأ ، فلم الإنسان يفعل ؟ انهالت عليك الذكريات مرة أخرى ، لكنك هته المرة هنا بالخارج ، و خرجت اليك نسخ منك قد ولت، تتأملها و هي تعيش ماضيها ،تتملكك الحنية ،الحين ، الغضب ثم الندم. تأخد هاذين الأخرين بيدك و قد بدؤوا بتلوين شريطك الوردي بالرمادي ،و صدؤك بدأ يتكاثر ، تعكر الجو! فأخرجتهم من صدرك بقوة و انهيت وجودهم ، ثم عدت إلى الجمال تتأمله . تجمعت نسخك و تشكلت لتكون ، أنت آخر أمامك ، إن العين لتدمع لرؤية ما مضى ، تراك طفلا و بالغا لم يتخلصوا من التيه ، تراك ما كنت و إلى ماذا وصلت و كيف ،ثم تتذكر أنت الآن إلى أين كنت ذاهب ، و تراك غريقا في بركة في طريق ليس لك حتى ، تتخبط داخل رأسك و بين مشاعرك ، تزور الحياة مرات قليلة ، و تمنح منها الكثير للمارة و العابرون . كنت جمالا و أصبحت روعة ، لكنك حبيس ذاتك.

قيدتك قوة المشاعر ، ترى أمامك ما أرهقت فيه ذاتك القديمة جهدها فتهزأ من غبائها ، و تدرك أن غباءها منك و اليك ، ولك مخزون منه لم ينقضي بعد .إن الإنسان سينقضي يوما. و هو من سيختار إذا كان سيتناثر حبا أو سيتلاشى سخطا . هنيئا للحب أهله و أهل الذم مغتالوا أنفسهم ، رغبنا في الحياة فرغبت بنا ، تملكنا الرضا حتى ما قدرنا ، زاغت قلوبنا فإذا بنا سخطنا فانهالت على قلوعنا الحمم ، لم تكن لكننا خلقناها بأعيننا ،هي حياة واحدة إما ترزق فيها البصيرة و ترى خيرها أو تعمى عليه فتبأس .








ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء عبدوسي

تدوينات ذات صلة